على صفيح ساخن
ربما سيكون الموسم المقبل أحد أكثر المواسم إثارة في دورينا بالسنوات الأخيرة، وذلك بناء على مستوى التعاقدات التي أبرمتها الأندية في إطار استعداداتها لخوض المنافسات التي من المتوقع أن تكون على سطح صفيح ساخن مع كثرة الأسماء والانتدابات التي شهدتها الانتقالات الصيفية الجارية.
أعتقد أن الوصل والوحدة أكثر ناديين تمكنا من إرضاء تطلعات قاعدتهما الجماهيرية على مستوى التعاقدات، بعد الحراك القوي الذي قامت به إدارة الفريقين في السوق من أجل تعزيز الصفوف والمنافسة على الألقاب.
أيضاً هناك أندية عملت بشكل منطقي للغاية، مثل شباب الأهلي الذي فضل عدم التأثير على استقرار الفريق وضرب نجاحات الموسم الماضي، باعتباره الفريق الأقوى والمرشح الأبرز في الموسم المقبل، لذلك فإن تحركاته في السوق كانت نوعية.
وهناك أيضاً العين والنصر والجزيرة والشارقة الذين حسموا العديد من الصفقات، وكذلك كانت هناك تعزيزات جيدة جداً بالنسبة لاتحاد كلباء، بينما خطف دبا الأنظار بتعاقده مع مهند علي «ميمي» الذي يمكنه أن يخلق إضافة داخل الملعب وخارجه في المدرجات، كونه يتمتع بجماهيرية عالية وسط الجالية العراقية، ولا يمكن نسيان بني ياس الذي من المتوقع أن يكون الحصان الأسود، أما النصر فتحرك بقوة أيضاً، لكن لا يمكن التنبؤ بمستقبله بحكم التجارب العديدة.
لكن على الرغم من كل هذه التعاقدات، فإن هذا لا يعني أن أي فريق قادر على تحقيق الدوري، لأن متطلبات المنافسة لا تقتصر فقط على الأسماء الجيدة، بناء على ما رأيناه في الانتقالات الصيفية، فالوحدة يجب أن يكون المنافس الأول على لقب الدوري وبجانبه الوصل.
إلا أن شباب الأهلي يملك الأفضلية دائماً بحكم الخبرة التي يتمتع بها النادي ككل، من لاعبين وجهاز فني وإداري وصولاً إلى إدارة النادي، نظراً إلى أن الفريق طرح نفسه منافساً دائماً وشرساً، كونه الأكثر فوزاً بالألقاب في السنوات الأخيرة، كما أن النفس الطويل من أهم المميّزات التي يتمتع بها الفرسان.
وكشفت لنا الأعوام والتجارب الماضية أنه لا يمكن أن تستبعد العين والشارقة مهما حدث ومهما جرى، لما يتمتعان به من ثقل جماهيري وتاريخي أيضاً.
ما نأمله هو أن تكون المنافسة مفتوحة إلى آخر جولة، لأن المعطيات تقول لنا إننا أمام منافسة قوية، ونتمنى ألّا نشاهد تخبطات المواسم الماضية والإقالات التي اعتدنا عليها في أولى الجولات، لأنه يجب الاستفادة من الدروس السابقة، باعتبار أن الاستقرار أول متطلبات النجاح.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه