الحوكمة

محمد سالم آل علي

تُعدّ الحوكمة من المفاهيم الأساسية التي أصبحت محور اهتمام المؤسسات العامة والخاصة حول العالم، فالحوكمة هي مجموعة القواعد والإجراءات والعمليات التي يتم من خلالها إدارة المؤسسة، بهدف ضمان الشفافية، والمساءلة، والكفاءة في اتخاذ القرارات. وترجع أهمية الحوكمة إلى الدور الحيوي الذي تؤديه في تعزيز الثقة داخل المؤسسة، وبينها وبين الأطراف الخارجية. وفي عالم الأعمال اليوم، لا يكفي أن تحقق المؤسسات الأرباح فقط، بل يجب أن يكون ذلك في إطار من المسؤولية والالتزام بالقوانين والمعايير الأخلاقية، والحوكمة تضمن وجود هيكل تنظيمي واضح، وتوزيعاً للسلطات والمسؤوليات، مع وجود آليات للمراقبة والتدقيق، وهي وسيلة أساسية ومهمة، لتحقيق الاستدامة والنمو في بيئة الأعمال التنافسية، كما تسهم في تقليل الفساد الإداري والمالي داخل المؤسسات، من خلال وضع ضوابط واضحة للمُساءلة وتقييم الأداء، فيصبح من الصعب استغلال المناصب لتحقيق مكاسب شخصية على حساب المصلحة العامة للمؤسسة، وهذا بدوره يعزز من سمعة المؤسسة في السوق، ويجعلها أكثر جاذبية للشراكات والاستثمارات، أما الجانب الاجتماعي للحوكمة فلا يقل أهمية عن الجانب المالي والإداري، فالمؤسسات التي تطبق الحوكمة بفاعلية تهتم أيضاً بالمسؤولية الاجتماعية والبيئية، ما يعزز من علاقتها بالمجتمع، ويُظهر التزامها بالتنمية المستدامة، وفي دولة الإمارات تُعدّ الحوكمة أولوية لتحقيق الكفاءة في إدارة الموارد العامة وتحقيق أهداف التنمية الوطنية، فالحوكمة وتصفير البيروقراطية يقللان من الهدر المالي، ويسهمان في تحسين الخدمات العامة، وزيادة رضا المتعاملين.

في الختام، يمكن القول إن الحوكمة ليست مجرد إطار تنظيمي، بل هي ثقافة مؤسسية تُبنى على الشفافية، والنزاهة، والمسؤولية، والمؤسسة التي تلتزم بمبادئ الحوكمة تكون أكثر استعداداً لمواجهة التحديات، وأكثر قدرة على التكيّف مع المتغيّـرات، كما تضمن استدامة أعمالها على المدى البعيد.

*مؤسس سهيل للحلول الذكية

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر