نداء من وسيط وطني
وصلني تعليق، أظنه من أحد المنتسبين لبرنامج دبي للوسيط العقاري، على موضوع عمود الأسبوع الماضي: «الخطوة المنتظرة.. وسيط عقاري متخصص»، الذي اقترحت فيه فتح تخصصات للوسطاء الإماراتيين من خلال البرنامج. التعليق يحمل في كلماته صدقاً ووعياً عميقاً بتحديات المهنة، ورؤية تستحق أن تُناقش بصوت عالٍ عبر هذا المنبر لتُسمع.
قال في تعليقه: «الوسطاء المواطنون اليوم قلة، خصوصاً المتخصصين من منتسبي برنامج الوسيط الوطني. نحتاج دعماً حقيقياً من الشركات العاملة في السوق، بتوفير أدوات مثل Genie Map وProperty Monitor بأسعار رمزية.. وهذه الأدوات مب كماليات، بل ضرورية لأي وسيط محترف».
ثم يضيف: «السوق في النهاية business.. لكن المواطن يحتاج دعماً كفرد، مب شركة. خصوصاً أن عددهم قليل مقابل التسهيلات اللي تتلقاها الشركات الكبرى».
وأردف: «اليوم أغلب الشباب لا يشتغل بمنهجية علمية، ومع أي تصحيح يختفون... بس في ناس تملك القدرات وتستاهل الدعم، لأن التوجه رقمي بحت، والدور الجاي محتاج ناس واعية تمثّل الساحة بمستوى يليق فيها»، موضحاً أنه «ينقل صوت الساحة».
كلامه في الصميم حقيقةً، ونابع عن مجرّب في الوساطة العقارية، حيث أفصح عن التحديات التي تواجهه، ولذلك قررت أن أنقلها لأوصلها إلى المعنيين بالبرامج المؤهلة للوسيط المواطن، لأقول لهم إن التدريب والتأهيل لا يكفيان، بل إن الأمر يتطلب توفير الأدوات والوسائل المناسبة للوسيط خلال رحلة عمله في القطاع.
الذكاء العقاري للوسيط لا يُبنى فقط على ما تم تدريبه عليه، ولا بالحدس، بل بالمنهجية التي يجب أن يعتمدها، وأدوات التحليل التي سترافقه خلال عمله، والمعرفة الدقيقة بالمؤشرات والسوق والاتجاهات. أدوات مثل التي ذكرها صاحب التعليق هي البوصلة التي تقود سفينته.
بيت القصيد هو دعم الوسيط المواطن الذي يجب ألا يكون فقط من بوابة المبادرات الرسمية، بل من صلب المنظومة التي تعمل وتستفيد من السوق. يجب دعم الأفراد، لا فقط الكيانات أو المؤسسات، كما يجب تمكين الوسيط حتى يستمر في السوق، لا تفضيله فقط، لا نريد سوقاً يتألق فيها المواطنون في وقت النشاط، ثم يختفون بعدها، وهذا ما نراه فعلاً، بل نريد استدامة.. نريد وُسطاء وطنيين، يُتقنون أدوات السوق، ويملكون الحضور المهني القوي في كل حالاتها ودوراتها الاقتصادية.
رسالة هذا الوسيط ليست شخصية، بل هو، كما قال: «ينقل صوت الساحة»، ويبدو أنه أحد القلائل الذين يفهمون السوق بعقلية أبعد من مجرد صفقة! هو ينقل نداء جيل، يريد أن يكون محركاً، وأن يجد مساحة حقيقية في السوق، بتوفير أدوات تُعينه على العمل باحترافية.
@ismailalhammadi
Ismail.alhammadi@alruwad.ae
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه