الطريقة القديمة

فرح سالم

مازلنا ننتظر إعلان الخطة التي ستجهز منتخبنا الوطني للمرحلة المقبلة والحاسمة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، مع اقتراب انطلاقة الموسم الجديد وكذلك إجراء القرعة التي سترسم ملامح المرحلة المقبلة للأبيض، ولاسيما أن هامش الخطأ غير مقبول إطلاقاً، لأن الأمر يتعلق بمباراتين إما أن تصل أو لا.

بعد ما شاهدناه في المرحلة الماضية من التصفيات، فالمنطق يقول إن الأولوية الآن لمنتخبنا الوطني، وإن الأبيض بحاجة إلى العديد من التجمعات الطويلة حتى يصل إلى الجاهزية المطلوبة، لأن أي متابع للفريق يعلم تماماً أن التجانس مفقود بين اللاعبين وكذلك الجهاز الفني كونه مازال جديداً وبحاجة إلى المزيد من الوقت حتى يتعرف إلى اللاعبين بشكل أكبر، ويصل إلى التوليفة المناسبة التي تمكننا من المنافسة على البطاقة المؤهلة إلى المونديال.

أما مسألة اعتماد المنتخب على فترات التوقف الدولية من أجل الاستعداد للاستحقاقات فهي يمكن أن تنجح مع المنتخبات التي تعتمد على لاعبين محترفين في الخارج، لكن بالنسبة للأبيض الوضع مختلف تماماً، ومن الواضح أن الطريقة القديمة التي كان يتبعها اتحاد الكرة أثناء الفترة التي حققنا فيها الإنجازات كانت الأفضل، لأنه ببساطة لا يمكنك أن تعتمد على عمل الأندية من أجل النجاح، لأن أنديتنا تعمل في وادٍ مختلف تماماً.

الفترة المقبلة يجب أن ترسم ملامح كرة القدم الإماراتية، وحتى إن تأهلنا إلى كأس العالم 2026 فيجب أن نعيد صياغة اللعبة لدينا، لأننا اتخذنا خطوات يجب أن تواكبها خطوات إضافية تساهم في النقلة التي ننتظرها على مستوى كرة القدم الإماراتية، وأعني هنا الاحتراف الخارجي.

بالأمس اتجه نادي العين إلى إعارة المهاجم الشاب محمد عوض الله إلى ليخيا غدانسك البولندي، وهي خطوة ننتظر أن تتخذها الفرق الأخرى صوب اللاعبين الذين بإمكانهم كسب الخبرات والاحتكاك الخارجي بما ينعكس على اللعبة ومنتخباتنا مستقبلاً، وأعتقد أننا نملك الآن اللاعبين الذين بمقدورهم التواجد في أوروبا، وسنلاحظ التغيير متى ما فتحنا باب الاحتراف الخارجي للمواهب المميزة، لأن تجارب المنتخبات الأخرى في آسيا أثبتت أن الاحتراف أفضل طريقة لصناعة منتخبات قوية ومميزة ومنافسة، والأردن خير مثال.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر