عقارات دبي التي لا تعرف التباطؤ

*لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم

من وقت لآخر تطالعنا بعض الأبحاث والتقارير الأجنبية، بتوقعاتها بأن تتجه وتيرة الطفرة القياسية التي تشهدها عقارات دبي خلال الأعوام الأربعة الماضية إلى هدوء نسبي أو تباطؤ محتمل.

تلك التوقعات ليست جديدة، الأرشيف لا يكذب والواقع لا يخفى على أحد، والأرقام هي من تتكلم في النهاية، حيث خرجت مثل تلك التقارير في عامي 2023 و2024 وكلاهما شهد مبيعات سنوية استثنائية وغير مسبوقة بقيمة 401.1 مليار، و522.1 مليار درهم على التوالي، لتثبت أن عقارات دبي لا تعرف التباطؤ، بل تتقن الصعود المتواصل.

فالسوق العقارية تستند على أساسيات قوية، تجعلها تواصل النمو المستدام وتسير بخطي ثابتة وسريعة نحو تحقيق مستهدفات 2033، خصوصاً مع استمرار دبي في استقطاب المواهب والشركات العالمية.

من الواضح للجميع أن هذا النمو الكبير جاء مدفوعاً بالمبادرات الاستباقية التي اتخذتها الحكومة بما في ذلك عروض تأشيرات العقارات المنقحة وتوسيع مناطق التملك الحر. وبالنظر إلى التقدم الاقتصادي القوي الذي حققته دبي والإعلان عن مشروعات البنية التحتية الكبرى، مثل مترو دبي (الخط الأزرق) ومطار آل مكتوم، فمن غير المرجح أن يتباطأ هذا الزخم قريباً. هذا ولايزال الطلب على العقارات في أعلى مستوياته على الإطلاق مع إظهار قطاع العقارات على الخريطة على وجه الخصوص اهتماماً غير مسبوق.

ورغم التوقعات التقليدية بالتباطؤ، فإن سوق العقارات في دبي تواصل أداءها الاستثنائي، مدعومةً بإجراءات تحفيزية، مثل التأشيرات الذهبية طويلة الأجل، التي عززت الاستقرار السكاني وشجعت على التملك.

ضعف الدولار الأميركي، زاد من جاذبية السوق للمستثمرين الأجانب، فيما دفع ارتفاع الإيجارات، المستأجرين نحو الشراء، خصوصاً في المناطق الخارجية، ما وسّع رقعة الفرص الجغرافية.

وفي فبراير الماضي، بلغ سعر القدم المربعة 1505 دراهم، وهو أعلى مستوى على الإطلاق، ما يعكس ثقة المستثمرين وارتفاع العوائد واستمرار الطلب على العقارات الفاخرة. هذا الزخم شجع المطورين على طرح مشروعات جديدة بوتيرة أسبوعية، وسط طلب يتجاوز المعروض، حتى من كبار المستثمرين العالميين.

كل المؤشرات تؤكد أن السوق تسير في مسار تصاعدي مستدام، ما يجعل من عام 2025 محطة جديدة في مسار النمو نحو تحقيق مستهدف تريليون درهم مبيعات بحلول عام 2033.

*رئيس مجلس إدارة «شركة دبليو كابيتال للوساطة العقارية»

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر