المشكلة واضحة
لا أعتقد أن مشكلة منتخباتنا الوطنية كانت إدارية أو فنية على المستوى الأول، والدليل على ذلك التغييرات الكثيرة التي حدثت على مستوى الجهازين الإداري والفني طيلة السنوات الماضية، ولاتزال النتائج غير المرضية متواصلة، ما يؤكد أن المعضلة في مكان آخر تماماً.
لا أشير هنا إلى اللاعبين فقط، لأننا غيّرنا الكثير من الأسماء أخيراً، ولم يحدث أي شيء على مستوى المنتخب الأول تحديداً، أعتقد أن المسألة مرتبطة بما تقدمه الأندية من منتج لـ«الأبيض»، ومن الواضح تماماً أن عمل الأندية ضعيف، وأُصر دائماً على أننا ندور في حلقة مفرغة، لأن جميع أطراف اللعبة تعمل بطريقة مشتتة.
أولوية أغلب الأندية هي تحقيق مصالحها، وهو أمر طبيعي بلاشك، لكن ذلك يضر بمنتخبنا الوطني كونه لا يعتمد على لاعبين محترفين حقيقيين، وحتى إن تغيّرت الأسماء فمن الواضح أن العقلية المحلية لاتزال مسيطرة.
إذاً ما الحلول؟ الأمر يعتمد على الاحتراف الخارجي على المستوى الأول، لأنك مع مرور السنوات ستنافس منتخبات تعتمد على لاعبين موجودين في الخارج، ولن تتمكن من مجاراتهم، لكن هل الأندية ستسمح باحتراف اللاعبين الذين تم تجنسيهم؟ لا بكل تأكيد، فما الحلول؟
بما أن كل جهة تعمل في وادٍ، سيتحمل اتحاد الكرة الانتقادات دائماً، وهو الآن بات مطالباً باتخاذ قرارات تمنح منتخباتنا الوطنية الأولوية، في السابق كانت قوة الاتحاد في خوض معسكرات طويلة من أجل الاستعداد جيداً للمنافسات، وهو أمر لاحظناه بعدما شاهدنا عمل الأندية، أو يمكن للاتحاد أن يتجه إلى إقامة أكاديمية للاعبين الموهوبين ويتم صقلهم في أوروبا، وهي خطة ربما تكون طويلة الأمد وستنعكس نتائجها على منتخباتنا بعد فترة وتحتاج إلى صبر.
لكن الطريقة التي نعمل بها الآن، لن تجدي نفعاً وربما تحقق لنا أهدافاً آنية، لكن على المدى الطويل نحن متأخرون للغاية، لأننا لا نرتكز على مشروع ممنهج، ومهما تغيّرت الأسماء فالخطوة إلى الأمام ستكون صعبة، لأن من يصنع الفارق حالياً هو اللاعب الموجود في أوروبا، وأعني هنا المحترف الحقيقي، كون مسابقاتنا المحلية لن تقودنا إطلاقاً نحو المنافسة خارجياً.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه