مستقبل تكنولوجيا العقار في دبي

وليد الزرعوني*

أصبح التحول الرقمي ضرورة أساسية في قطاع العقارات بدبي، خصوصاً مع دخول جيل جديد من المستثمرين يمتلك وعياً عميقاً بالتقنيات الحديثة، فالفئة العمرية بين 36 و45 عاماً تستحوذ على الحصة الكبرى من المعاملات العقارية في دبي، مستفيدة من التطبيقات والمنصات الذكية التي تساعدها في اتخاذ قرارات سريعة ودقيقة.

وفي إطار هذه الديناميكية، أطلق سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، مركز دبي لتكنولوجيا العقار، كمنصة متكاملة تهدف إلى تسريع التحول الرقمي في القطاع العقاري.

يسعى المركز إلى مضاعفة حجم سوق تكنولوجيا العقار في دبي إلى أكثر من 4.5 مليارات درهم بحلول عام 2030، من خلال دعم الشركات الناشئة، وتحفيز الاستثمارات النوعية، في وقت يشهد فيه القطاع العقاري في دبي تطوراً ملحوظاً بفضل تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات الضخمة. وعلى سبيل المثال، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك المتعاملين، وتقديم توصيات مخصصة، ما يعزز من دقة التنبؤات السوقية. كما أحدثت تقنيات الواقعين «الافتراضي» و«المعزز» نقلة نوعية، حيث أصبح بإمكان المستثمرين والمشترين استكشاف العقارات عن بُعد، ما يقلل الكُلفة ويُسرّع من إتمام الصفقات.

بدورها، عززت التطبيقات الذكية، إلى جانب التوقيع والدفع الإلكترونيين، كفاءة الإجراءات العقارية، بينما تضمن تقنيات «بلوك تشين» الأمان العالي للمعاملات.

إن تكنولوجيا العقار في دبي لا تقتصر على تحسين العمليات فحسب، بل تمثّل تحولاً استراتيجياً يعيد رسم ملامح السوق العقارية، ما يجعل من دبي مختبراً عالمياً للمدن الذكية واقتصادات المستقبل.

في الختام، يسهم التحول الرقمي في تعزيز مكانة دبي مركزاً عالمياً للابتكار التكنولوجي.

وفي هذا السياق، تؤدي الاستدامة دوراً محورياً في تشكيل مستقبل عقارات دبي، إذ تعتمد الإمارة بشكل متزايد على تقنيات المباني الذكية وأنظمة إدارة الطاقة، لتحقيق كفاءة تشغيلية وتقليل الأثر البيئي، مع دمج حلول الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية، وهذه الابتكارات تسهم في تقليل كُلفة التشغيل، ما يجعل العقارات أكثر جذباً للمستثمرين الباحثين عن حلول فاعلة ومستدامة.

*رئيس مجلس إدارة «شركة دبليو كابيتال للوساطة العقارية »

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر