لتضع الأندية مصالحها جانباً

فرح سالم

بات واضحاً أن منتخبنا يفتقد إلى التجانس والانسجام المطلوبين، وهذا الجانب أثر كثيراً في حظوظه في تصفيات كأس العالم 2026، بسبب انضمام العديد من الأسماء الجديدة إلى القائمة مع كل تجمع للفريق.

المرحلة المقبلة تتطلب تكاتف الجميع خلف «الأبيض»، وعلى اتحاد الكرة ورابطة المحترفين إيجاد طريقة تمنح المنتخب الفترة اللازمة التي يحتاج إليها المدرب كوزمين للوصول إلى الجاهزية المطلوبة، والتعرّف إلى الفريق بشكل أوسع، والعمل على مجموعة واحدة من اللاعبين، لأننا أمام مباراتين مفصليتين، فإما أن نتأهل أو سندخل في قصة أخرى.

من حق الشارع الرياضي أن يستغرب من حال المنتخب، لاسيما أن حالة التفاؤل ازدادت مع انضمام الإضافات الجديدة التي كان يُتوقع منها أن تصنع الفارق، لكن منتخبنا كان الوحيد الذي يلعب كل مباراة بتشكيلة جديدة وبطريقة لعب مختلفة، خصوصاً أن الفريق كان يعتمد في تجمعاته على أيام «فيفا» فقط، رغم أنه كان في أمسّ الحاجة إلى التجمعات الطويلة هذه المرة بالذات.

الأشهر الثلاثة المقبلة مهمة جداً في مسيرة كرة القدم الإماراتية، لأن التأهل إلى كأس العالم سيمنحنا دفعة معنوية كبيرة مع المشروع الجديد الذي تقف عليه اللعبة، وبالنظر إلى أسماء اللاعبين في المنتخبات المتأهلة إلى الملحق القاري، فنحن ربما نملك الأفضل، لكننا نفتقد إلى انسجام المجموعة فقط، لأنهم لم يلعبوا مع بعضهم الكثير من المباريات.

لكن في الوقت ذاته، كشفت لنا التصفيات أن المشروع بحاجة إلى خطوة جديدة، وهي فتح باب الاحتراف للاعبين، لأن معظم المنتخبات الأخرى التي أخذت قفزة إلى الأمام استفادت من ذلك، وتمكنت من صنع إنجاز تاريخي، مثل الأردن وأوزبكستان، كما أن فرق اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وإيران تتمتع بحظوظ أعلى، لأنها تعتمد على محترفين في أوروبا، والأفضلية دائماً لهم.

لذلك لابد من اتخاذ هذه الخطوة، خصوصاً أننا نمتلك لاعبين أفضل الآن، ولديهم القدرة على التواجد في أفضل المسابقات، تنقصنا مسألة أن تضع الأندية مصالحها جانباً عندما يرتبط الأمر بالمنتخب الوطني.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر