هل تشهد سوق العقارات نمواً مفرطاً؟

إسماعيل الحمادي

بين فترة وفترة تصلني تعليقات مختلفة عبر منصات التواصل الاجتماعي عن سوق عقارات دبي، من بينها سؤال لفت انتباهي لمتابع: هل تعتقد أن سوق العقارات تنمو بشكل مفرط في الآونة الأخيرة؟

ويضيف المتابع: «من وجهة نظري لا يمكن لعدد السكان أن ينمو بالسرعة التي يتم بها تسليم المباني الجديدة تماماً، كما لا يملك عامة الناس المال للاستثمار في عدد العقارات الفاخرة التي تم بناؤها أخيراً».

الحقيقة أن هذا السؤال تقريباً موجود عند فئة كبيرة من الأفراد، بمن فيهم فئة ممن يسمون أنفسهم خبراء بالأسواق العقارية، لكن أبشركم أن هذه التوقعات لن تحدث في سوق عقارات دبي، والفكرة التي يجب إدراكها جيداً هي أن المرحلة التي يمر بها القطاع العقاري في دبي حالياً مرحلة النضج الحقيقي، حيث يتوافق فيها الطلب مع المعروض، فنمو سوق عقارات دبي أصبح مرتبطاً بالقيمة وليس بالكميات، والقيمة هي أساس التنافس اليوم بين المطورين لتلبية الطلب المحلي والدولي معاً، ويعني أن آلية طرح المشاريع العقارية في دبي تتم بطريقة مدروسة جيداً، فدبي لديها أنظمة رقابية أقوى، وتوجهات واضحة لضمان الشفافية، وتقييد التمويل المفرط، وخلق توازن بين العرض والطلب.

بالنسبة لكميات المشاريع الجديدة المطروحة، يجب العلم أن معظمها مبيعة مبدئياً، وتسليمها سيكون مباشرة لمستحقيها، فمثلاً تشير إحصاءات عن بنك الإمارات دبي الوطني أنه تم تسليم 15 ألفاً و171 وحدة سكنية خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2025، مقارنة بـ6700 وحدة خلال الفترة نفسها من 2024، بنسبة نمو 126%. من يقرأ هذه الأرقام يقل إن المعروض أقوى من الطلب، لكن الحقيقة أن 90% أو أكثر من وحدات هذه المشاريع التي تم إطلاقها قبل ثلاث أو أربع سنوات من قبل كلها مبيعة وستسلم لمُلاكها.

وللتأكيد أكثر تشير الإحصاءات نفسها إلى أن نحو 75% من إجمالي 3500 فيلا و«تاون هاوس» تم تسجيل بيعها في أبريل 2025، كانت عقارات على المخطط، ما يشير إلى ثقة متزايدة من المستثمرين والمشترين في السوق المستقبلية، واستمرار شهية المستثمرين نحو المشروعات الجديدة قبل تسليمها، وهذه بدورها رسائل طمأنينة بأن السوق تمتلك قدرة كبيرة على النمو واستيعاب مزيد من المشروعات.

دبي وجهة استثمارية مستقرة وواعدة، وكل الخطط العقارية فيها حالياً موجهة لمستقبل مدروس ومبني على طلب حقيقي مرتبط باستراتيجيات تنموية واقتصادية قوية، وليس طلباً عشوائياً.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

 

 

تويتر