إعلام الوطن.. منارة وعي وأداة بناء

عمر عبدالله الشبلي

في عالم يتسارع فيه التغيير وتتطور فيه أدوات التواصل بشكل غير مسبوق، لم يعد الإعلام مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل أصبح أحد أهم المحركات لصناعة الوعي وبناء المجتمعات. فالإعلام هو مساحة للنمو الشخصي، وأداة لتطوير الآخرين، ومنصة للتأثير الإيجابي الذي يعكس تطلعات الأفراد والمجتمعات نحو مستقبل أفضل.

يشهد الإعلام تطوراً ملحوظاً، حيث أصبح جزءاً من منظومة وطنية تدعم الابتكار، وتشجع على التعبير المسؤول، وتُعطي مساحة للشباب للمشاركة في نقل الواقع، وتحفيز المجتمع نحو الإيجابية والوعي. المؤسسات الإعلامية الوطنية تواكب هذا التحول عبر برامج تدريبية، ودعم المبادرات الشبابية، ما يجعل الإعلام منصة للريادة والمشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية.

لذلك حرصت الدولة على تنظيم المحتوى، مع تأكيد أن حرية الإعلام مكفولة ضمن إطار يحفظ القيم الوطنية، ويحترم التعددية الثقافية، ويمنع خطاب الكراهية أو المساس بأمن المجتمع. هذا التنظيم يهدف إلى خلق بيئة إعلامية مسؤولة، تُوازن بين حرية التعبير واحترام الثوابت، ما يتيح للإعلاميين مساحة آمنة للتعبير عن آرائهم، والمشاركة في بناء خطاب إعلامي وطني واعٍ، يعكس روح التعايش والتسامح التي تتميز بها الإمارات.

ومن هنا، يأتي دور الشباب الذين هم الطاقة الحقيقية للإعلام المعاصر، إذ يمتلكون القدرة على التفاعل مع أدوات الإعلام الحديث، ويطرحون أفكاراً جريئة تسهم في تنمية وعي المجتمع.

النمو في مجالات الإعلام لا يقتصر على اكتساب المهارات التقنية، بل يتعدى ذلك إلى بناء الشخصية القيادية، وتوسيع المدارك الفكرية، والقدرة على مشاركة المعرفة والتعلّم من الآخرين. فكل تجربة إعلامية تُمثّل فرصة لصقل الذات، وتُسهم في خلق بيئة يتبادل فيها الجميع الخبرات ويكبرون معاً.

إن الإعلام اليوم ليس مجرد مهنة، بل رسالة ومسؤولية، وهو طريق لصناعة الوعي، وبناء الإنسان، والإسهام في تنمية الوطن والاستثمار في الشباب، هذا الاستثمار هو المستقبل المشرق الذي يقوده جيل واعٍ ومؤثر، فالإعلام القوي يبدأ بفرد مؤمن برسالته، وبيئة تحتضن الإبداع وتدعم المشاركة. معاً نبني إعلاماً يعكس قيم المجتمع، ويُسهم في بناء وطن أكثر وعياً وتقدّماً.

*متخصص في الاتصال والإعلام

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

 

تويتر