هل يمكن للغرب أن يتعلم من تجاربنا؟
لطالما طُرح هذا السؤال: ماذا يمكننا أن نتعلم من الغرب؟ وكيف نطوع نماذجهم في مجالات التعليم والاقتصاد والإدارة؟ لكن بالتوازي مع ذلك، لدينا نحن أيضاً ما يمكن أن يُقدّم، فالتجربة الإماراتية تُمثّل مصدراً غنياً بالدروس للتعلم منها.
لقد استطاعت الإمارات خلال فترة زمنية قصيرة، أن تُشكّل نموذجاً فريداً في التعايش الإنساني، من خلال مجتمع يضم أكثر من 200 جنسية من خلفيات دينية وثقافية واجتماعية متنوعة، نجحت الدولة في بناء بيئة عمل وحياة تقوم على احترام الإنسان، وصون كرامته، وتعزيز فرصه، بغض النظر عن هويته. وهذا النموذج من التسامح الفعال، هو بالضبط ما يحتاج إليه العالم اليوم في مواجهة التوترات الثقافية المتصاعدة.
ولا تقل التجربة الصحية الإماراتية أهمية، لاسيما خلال أزمة جائحة كورونا، حيث قدمت الدولة نموذجاً يحتذى في الجاهزية والكفاءة وسرعة الاستجابة، في الوقت الذي واجهت فيه دول كبرى ارتباكاً في إدارة الأزمة، ونقصاً في الموارد. ولعل التجربة التي تستحق التدريس وليس الدراسة فقط، ما أنجزته الإمارات من تحويل الصحراء إلى وجهة سياحية عالمية، فبينما ينظر البعض إلى الجغرافيا القاسية كعائق، رأت فيها الإمارات فرصة، وتمكنت عبر بنية تحتية متكاملة ورؤية استثنائية، من تطوير صناعة سياحية أصبحت محط أنظار السياح من مختلف دول العالم. تجربة تجمع بين الضيافة العربية الأصيلة والخدمات العصرية، وتُحوّل الطبيعة الصعبة إلى تجربة مبهرة تُروى.
نعم للغرب أن يتعلم من الإمارات، من تجربتها في إدارة التنوع، ومن جاهزيتها الصحية، ومن قدرتها على تجاوز تحديات الجغرافيا، وهناك الكثير. فلكل قطاع قصة، ولكل إنجاز جذور، ولكل تحدٍّ تم تجاوزه درس يمكن نقله وتوثيقه.
إنها دعوة صادقة للإيمان بأننا قادرون على تصدير التجارب لا مجرد استيرادها.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه