دبي للوسيط العقاري.. إلى مسار استراتيجي
برنامج «دبي للوسيط العقاري»، كان أول برنامج في القطاع العقاري المحلي يتم توجيهه خصيصاً للإماراتيين، لتأهيلهم لدخول مجال الوساطة العقارية، وترسيخ وجودهم في هذا المجال الحيوي.
أتذكر أن المرحلة الأولى أُطلقت خلال مارس 2024، ونتائجها لم تتأخر كثيراً، حيث تم من خلالها استقطاب أكثر من 500 مواطن حصلوا على بطاقة الوسيط العقاري، فيما بلغت قيمة الصفقات التي أبرموها 200 مليون درهم، وبلغ عدد الشركاء الاستراتيجيين للمبادرة تسعة شركاء، كانطلاقة أولية.
بعد نجاح المرحلة الأولى، تم إعلان المرحلة الثانية في أكتوبر من العام نفسه، مع مضاعفة العدد المطلوب للمُستقطبين إلى 1000 مواطن. بين المرحلتين الأولى والثانية وفي فترة لا تتجاوز سبعة أشهر، ارتفع عدد الشركاء الاستراتيجيين من 29 إلى أكثر من 50 شريكاً استراتيجياً حالياً. وبحسب إحصاءات أولية، فقد وصل عدد الوسطاء المواطنين الذين تم تأهيلهم عبر هذه المبادرة خلال المرحلتين إلى نحو 1800 وسيط مواطن.
هل سيتوقف البرنامج عند هذا الحد؟ الجواب طبعاً: لا.. لأن سوق دبي العقارية لاتزال تتوسع، والفرص فيها تتضاعف بسرعة تفوق التوقعات. السوق لاتزال بحاجة إلى كفاءات جديدة تدرك الثقافة المحلية، وتفهم تطلعات المستثمرين، وتعمل بأدوات احترافية تنافس الأسماء العالمية.
1800 وسيط عقاري إماراتي، رقم يُحسب له ألف حساب، لكنه في الحقيقة يبقى ضئيلاً مقارنة بحجم القطاع، فهذه مجرد بداية. ما بدأ كبرنامج، يجب أن يتحول إلى مسار استراتيجي دائم لبناء طاقات وطنية في القطاع العقاري، تعكس رؤية دبي في تمكين أبنائها ليكونوا ليس جزءاً من صفقات السوق فحسب، بل في مقدمة صانعيها.
النجاح لا يُقاس بالأرقام فحسب، بل بالثقة، والثقة في برنامج «دبي للوسيط العقاري» تجسّدت عندما أعلنت دائرة الأراضي والأملاك إطلاق المرحلة الثانية من البرنامج في أكتوبر 2024، ومضاعفة المُستهدف إلى 1000 مواطن، وستُعزز الثقة أكثر عندما نشاهد مرحلة ثالثة من البرنامج وعدداً أكبر من المستهدفين.
برنامج «دبي للوسيط العقاري» هدفه الأول منذ انطلاقه تعزيز مشاركة المواطنين الإماراتيين في قطاع الوساطة العقارية، ورفع نسبتهم من 5% إلى 15% خلال ثلاث سنوات، وبحسب اعتقادي لم يتم بعد الوصول إلى تحقيق هذه النسبة حالياً.
في مشهد العقارات النابض بالحركة في دبي، شكلت هذه المبادرة نقطة تحوّل فارقة، ليس في السوق فحسب، بل في نظرة المواطنين الإماراتيين لمجال الوساطة، ودورهم في القطاع العقاري، لذلك يستحق الأمر المواصلة فيه ورفع معايير كفاءته.
@ismailalhammadi
Ismail.alhammadi@alruwad.ae
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه