أعظم الأيام عند الله تعالى
ثبت عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر، ثم يوم القَرّ»، يعني يوم يقرُّ الناس بمِنى وهو اليوم الـ11 من ذي الحجة، فدلّ الحديث على فضيلة يوم عيد الأضحى، وأنه أعظم أيام الدنيا، لأنه اليوم الذي سماه الله تعالى «يوم الحج الأكبر» لكثرة الأعمال فيه، من رمي وحلق ونحر وطواف، وهو اليوم الذي يفرح المسلمون فيه بنعمة الله تعالى على عظيم فضله بإتمام الحجاج حجهم وقضاء تفثِهم، والحجاج يفرحون بهذه النعمة التي أتموا فيها أركان الإسلام، وإخوانهم المسلمون في كل مكان يفرحون بفرح إخوانهم؛ لأنهم أمة واحدة، ويفرح الجميع على أن أتم الله تعالى على جميع عباده نعمته باكتمال شريعته التي ارتضاها ديناً له سبحانه، ونهجاً قويماً لعباده في حياتهم، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾، وهو اليوم العاشر من الأيام التي كان العمل الصالح فيهن أحب إلى الله تعالى من أي عمل في سواها، وهو اليوم الذي يتقرب فيه المسلمون بالأضاحي التي هي أحب الأعمال إلى الله تعالى في هذا اليوم، كما قال عليه الصلاة والسلام: «ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحبَّ إلى الله عز وجل، من هراقة دم، وإنها لتأتي يوم القيامة، بقرونها، وأظلافها، وأشعارها، وإن الدم، ليقع من الله عز وجل، بمكان قبل أن يقع على الأرض، فطيبوا بها نفساً»، وهو اليوم الأول من الأيام المعدودات التي هي أيام ذكر الله تعالى بالتهليل والتكبير، كما قال ربنا سبحانه وتعالى: ﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ﴾، فيقطع الحجاج التلبية ويشرعون بالتهليل والتكبير، امتثالاً لأمر الله تعالى، فهو إذاً يوم عظيم عند الله تعالى، وعموم المسلمين يعظمونه لتعظيم الله تعالى له، فيظهرون فيه البهجة والسرور، بخروجهم لصلاة العيد وسماع خطبته، وتتصافى قلوبهم، ويصلون أرحامهم، ويتصافحون محبة وأنساً فتتحات ذنوبهم كما يتحات ورق الشجر، ويتباهون بنعمة الله تعالى عليهم وعلى إخوانهم المسلمين بهذا الفضل العظيم، كما قال ربنا سبحانه: ﴿وَأما بنعمة ربك فحدث﴾، ويتقربون فيه وفي أيام التشريق بالأضاحي التي شرعها لهم نبيهم عليه الصلاة والسلام إحياء لسنة الخليل إبراهيم عليه السلام، ويواسون الفقراء والأغنياء منها، عملاً بقول الله تعالى: ﴿فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ﴾ أي الفقير والمتعرض للسؤال.
تقبل الله تعالى من الجميع وكل عام وأنتم بخير.
*كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه