دبي تصنع الإعلام

كعادتها، لا تكتفي دبي باستضافة الأحداث، بل تصنعها، وتمنحها بعداً عالمياً يتجاوز حدود المكان والزمان، ففي كل يوم، تفتح دبي أبوابها لفكرة جديدة، ومنصة ملهمة، ونقاش يعيد تشكيل المفاهيم.

جاءت قمة الإعلام العربي هذا العام لتجسد هذه الروح، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي يؤمن بأن الإعلام الحقيقي لا يكتفي بنقل الخبر، بل يخلق الوعي، ويبني الأوطان، ويقود المستقبل.

اللافت في هذه القمة أنها لم تكن مجرد تظاهرة إعلامية، بل لحظة تحول برؤية فكرية عميقة، وإشراف مباشر من نائب الرئيس العضو المنتدب في مجلس دبي للإعلام رئيسة نادي دبي للصحافة، منى غانم المري.

في كل جلسة من جلساتها، بدا واضحاً أن دبي لا تدير حدثاً، بل ترسم مساراً جديداً للإعلام العربي. النقاشات كانت حقيقية، ثرية، متنوعة؛ من مستقبل الإعلام الرقمي، إلى العلاقة بين السياسة والإعلام والاقتصاد، ومن تحولات الجمهور إلى أدوات الذكاء الاصطناعي، ومن قضايا الأمن المعلوماتي إلى أخلاقيات المهنة.

لكن ما منح القمة نكهة خاصة، هو الحضور الكثيف والتفاعل الكبير من الشباب، لم يكونوا مجرد جمهور، بل شركاء في الحوار، ومصدراً للطاقة، والأسئلة، والتجديد.

لقد اختارت دبي أن تضع الشباب في صدارة المشهد، لأن الرهان على المستقبل يبدأ بإعطائهم المساحة، والثقة، والفرص.

أكدت قمة الإعلام العربي أن دبي تكتب رواية جديدة، عنوانها: إعلام حديث، متصل بالمجتمع، وشريك في التنمية، إعلام لا يكتفي بالمعلومة، بل ينتظر الإلهام.

وفي كل كلمة قيلت، وكل فكرة طرحت، وكل شاب صعد المنصة، كانت هناك رسالة واحدة، دبي لا تعلق على الأحداث، بل تصنعها.. وتصنع معها المستقبل.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه