شمس آسيا.. شارقة
ختم الشارقة موسمه بطريقة أكثر من رائعة، بعدما حقق لقب دوري أبطال آسيا 2، في إنجاز جديد يضاف إلى كرة القدم الإماراتية، التي وجدت في منصات التتويج القارية للمرة الثانية على التوالي، بعدما حقق العين الموسم الماضي دوري أبطال آسيا.
لست مع الأشخاص الذين يقللون من أهمية البطولة كونها الثانية بعد النخبة، لأنها في النهاية بطولة قارية، وتسجل في سجلات الملك، وتاريخ القارة، كما لم نشاهد أي تقليل في أوروبا عندما تشارك الأندية الكبيرة في الدوري الأوروبي، مثل مانشستر يونايتد وبرشلونة وغيرهما، لأنهم يعلمون تماماً أهمية تحقيق الألقاب لأسباب تاريخية، وكذلك مادية أيضاً.
استحق المدرب كوزمين أيضاً ختام مسيرته مع الشارقة بهذه الطريقة المميزة، قبل أن يبدأ مشواراً جديداً مع منتخبنا الوطني، ونأمل أن ينجح في قيادة الأبيض إلى نهائيات كأس العالم 2026 للمرة الثانية في تاريخه، وأثبت الروماني مجدداً أنه من طينة المدربين الكبار، كونه دائماً ما يضع بصمته في كل تجربة يقودها.
اللقب القاري الذي حققه الملك يرفع من مستوى فكر كرة القدم الإماراتية، ويعكس للأندية الأخرى أهمية المنافسة الخارجية، لأنه ولفترة طويلة جداً كانت أنديتنا تركز بشكل كبير على المنافسات المحلية، خاصة في الفترة التي كان يتأهل فيها بطل الدوري إلى مونديال الأندية، وهو الأمر الذي عزز من الفكرة الخطأ، ما عدا محاولات كانت من شباب الأهلي، أما العين فكان يغرد وحيداً، كما هو معتاد.
لذلك نتوقع أن ينعكس لقب الشارقة القاري على بقية الأندية التي ستحاول جاهدة من أجل تزيين تاريخها وخزانتها بألقاب خارجية، بغض النظر عن المنافسة، لأنه عندما تكون في أي بطولة خارجية فعليك أن تلعب وتقاتل حتى آخر رمق من أجل تحقيقها، لأن فرحة الأمجاد الخارجية مختلفة تماماً.
لدينا العديد من الأندية التي يمكنها أن تواصل ما حققه العين والشارقة خارجياً، متى ما أرادت بذل كل جهودها وتركزيها على المنافسات القارية أو الإقليمية، واستحق الملك هذه البطولة، لأنها كانت ضمن قائمة أولوياته هذا الموسم، وربما بسبب التركيز عليها أثر ذلك في منافسته المحلية في الموسم الحالي، فهنيئاً للملك هذه الفرحة التي أسعدت كل الإمارات قيادة وشعباً ومقيمين.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه