شباب الأهلي «غير»

فرح سالم

استحق شباب الأهلي الفوز بالدوري للمرة التاسعة في تاريخه، بعدما كان الأفضل هذا الموسم محلياً، إضافة إلى أن النفس الطويل الذي يمتلكه الفريق جعله ينافس على مختلف الألقاب حتى آخر رمق، ولاتزال أمامه كأس رئيس الدولة «أغلى البطولات».

تحول النادي إلى آلة إنتاج بطولات في السنوات الأخيرة، وبات ثاني أكثر الفرق تتويجاً بالألقاب في تاريخ كرة القدم الإماراتية خلف العين بـ«35 بطولة»، معظمها جاء في آخر عقدين، وفي عصر الاحتراف تحديداً.

ما يحدث مع شباب الأهلي ليس محض صدفة أو مجرد ضربة حظ، الناظر إلى آلية عمل النادي، سيجد الكثير من الاجتهاد والعمل الدؤوب والذي ترجمه الفريق على أرض الواقع بتحقيق الألقاب وجلب الأمجاد.

أكثر ما يثير الإعجاب في إدارة النادي هي أنها تعمل بناء على خطتين، واحدة قصيرة المدى بالنسبة للفريق الأول، والثانية طويلة المدى في الأكاديميات، لأنه من الصعب جداً أن تتعاقد مع جهاز فني لمدة عام فقط في ظل هذا الوقت، بسبب أن معظم المدربين يأتون إلى المنطقة بعقود طويلة من أجل تحقيق الأرباح المالية، لكن إدارة شباب الأهلي كسرت ذلك الأمر، ودائماً ما تركز في تعاقداتها على عام فقط بالنسبة للجهاز التدريبي، وذلك حتى لا يدخل الفريق في مأزق حال عدم تلبية المدرب للتوقعات.

الجانب الآخر والمهم جداً والذي صنع الفارق، هو نوعية اللاعبين الأجانب الذين يتعاقد معهم النادي، باختصار هم الأفضل في دورينا بلا منازع، كذلك الأمر ذاته بالنسبة للاعبين المقيمين الذين صنعوا الفارق في الفريق.

لكن النقطة السلبية التي نأمل ألّا نشاهدها مجدداً والتي لا تليق بفريق بطل، هو ضعف الحضور الجماهيري، وهو أمر نلوم فيه إدارة التسويق والمسؤولين عن الجماهير في النادي، لأنه من غير الممكن ألّا تجذب الجماهير إلى مدرجاتك في هذا الوقت تحديداً، والذي تحقق فيه الألقاب والبطولات عاماً تلو الآخر.

أيضاً نأمل أن يركز الفريق أنظاره على البطولات الخارجية، لأنه يمتلك القدرات التي تُمكنه من المنافسة قارياً، ونتمنى أن نشاهد ممثلاً آخر للوطن مثل العين، لاسيما أن شباب الأهلي يملك كل المواصفات التي يمكن أن تقوده إلى مجد نخبة آسيا.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر