الجانب المثير في سوق دبي العقارية
تقول إحدى شركات الأبحاث العقارية إن نسبة كبيرة من مُلاك العقارات حالياً في دبي هم أصحاب ملايين من دون تخطيط مسبق لذلك، وهذا من خلال تتبع قيمة كل منزل في الإمارة مع ارتفاع الأسعار في العقارات بمرور الوقت.. كيف ذلك؟
المُلاك الذين اشتروا عقارات في سنوات سابقة بأقل من مليون دولار، أصبحت قيمتها الآن أعلى بكثير من المليون دولار، بسبب التضخم الاقتصادي العالمي الذي أثر في ارتفاع سريع للعقارات، ووجدت هذه الشركة في دراستها أن ما يقرب من منزل واحد من كل 5 منازل في دبي تزيد قيمته عن مليون دولار حالياً، أي ما يقرب من 4 ملايين درهم.
هنا يكمن اللغز، وكيف تحول عقارات دبي مشتريها من أشخاص عاديين إلى أشخاص أثرياء دون علم الكثير منهم بذلك. أعطيكم مثالاً بسيطاً جداً عن سعر عقار في 2020 بمنطقة قرية جميرا الدائرية وسعره الحالي. في 2020 كان متوسط سعر القدم المربعة في الـ«جي في سي» يراوح بين 800 و900 درهم، حالياً يتجاوز متوسط السعر 1500 درهم للقدم المربعة.
الذي اشترى عقاراً مثلاً بمساحة 1000 قدم مربعة في عام 2020 كان بسعر 900 ألف درهم، فإن قيمته الحالية لا تقل عن مليون و500 ألف درهم. لا ينطبق المثال على هذه المنطقة فقط، هناك مناطق أخرى حذت عقاراتها الحذو نفسه، مثل مرسى دبي، ودبي هيلز استيت، ونخلة جميرا، ومنطقة جميرا وغيرها.
المفهوم أو الفكرة التي أريد إيصالها من خلال هذا الموضوع أن العقارات قيمتها تزيد مع مرور الوقت وخاصة إذا كان العقار في مواقع مطلوبة كثيراً للسكن. طبعاً هناك استثناءات قد تحدث، باعتبار أن الأسواق العقارية متقلبة، وتخضع لرياح معاكسة فجائية للاقتصاد العالمي العام والمحلي والظروف الجيوسياسية، لكنها تبقى تحافظ على قيمتها على المدى البعيد، وخاصة في سوق دبي التي أثبتت على مدار السنوات الماضية والأزمات المختلفة التي رافقتها حفاظها على نمو العقارات بها، بسبب مرونة تشريعاتها وقدرتها على التكيف ومواكبة المستجدات بسرعة للحفاظ على مكتسباتها.
الجانب المثير في سوق دبي العقارية هو تكوين ثروة تراكمية صامتة، فكل من بدأ صغيراً وواصل استثماره بذكاء، تحول فعلاً من «مشترٍ محدود» إلى «مستثمر ناجح» بل وصاحب ثروة عقارية. ودبي مدينة لا تتوقف. مشاريع جديدة، معارض عالمية، نقل ذكي، قوانين متطورة.. كل هذه العوامل تجعل من يملك عقاراً اليوم ثرياً في المستقبل القريب.
@ismailalhammadi
Ismail.alhammadi@alruwad.a
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه