عودة الإعلانات العقارية الخارجية
قبل سنوات، وبالتحديد مع بداية الربع الثاني من عام 2020، وحتى نهاية 2023، يمكن القول إن الإعلانات العقارية الخارجية تقريباً اختفت من شوارع دبي، بحيث لم نعد نرى إعلاناً عقارياً على لوحة إعلانات إلّا نادراً، ما قلب الموازين على هذا النوع من الإعلانات، وأصبحت الكفة تميل أكثر إلى الإعلانات الرقمية، والتركيز عليها بشكل كبير، وهذا خلق تصوراً باختفاء نهائي للإعلانات العقارية الخارجية، لكن ما حدث هو العكس، فبين كل مسافة ومسافة، أصبحنا نرى اليوم عودة قوية للإعلانات العقارية الخارجية.
هذه العودة تعتبر نقطة إيجابية، تعكس مستوى الحيوية وحالة النشاط التي وصل إليها القطاع العقاري حالياً، ومؤشراً يؤكد على أهمية الإعلانات الخارجية في عمليات التسويق العقاري.
الطفرة العقارية التي تشهدها دبي، مدفوعة بزيادة الطلب من المستثمرين المحليين والدوليين، والمنافسة الشديدة بين المطورين في ظل الطرح الكبير للمشاريع العقارية الجديدة، شجعت المطورين على إعادة النظر في استراتيجياتهم التسويقية، والاستثمار في الإعلانات الخارجية لتمييز مشاريعهم عن المنافسين ولاستهداف المشترين المحليين، خصوصاً في ظل ارتفاع عدد الإعلانات الرقمية وتداخلها في ما بينها، فخلال السنوات الماضية، تحول التسويق العقاري بشكل رئيس إلى المنصات الرقمية، لكن مع تعافي الاقتصاد والسوق تعود الإعلانات الخارجية إلى الواجهة، كجزء من استراتيجية متكاملة لجذب جمهور أوسع، ولتعزيز مصداقية الإعلان وشفافية المشروع.
لا يتعلق الأمر بالقطاع العقاري وحده أو بمدينة دبي فقط، فالإعلانات الخارجية استعادت مكانتها في جميع القطاعات، وفي جميع أنحاء العالم، حيث تشير دراسة حديثة صادرة عن «جروب إم»، أكبر وكالة لشراء الوسائط في العالم والمملوكة لشركة «WPP»، إلى أن من المتوقع أن تنمو الإعلانات الخارجية بنسبة 7.1% في عام 2025، كما من المتوقع أن ترتفع إيرادات الإعلانات العالمية بنسبة 7.7% في 2025 مع حفاظ سوق الإعلانات على معدل نمو أسرع حتى عام 2029.
كما أشارت الدراسة إلى تحقيق نمو في الإعلانات التلفزيونية العالمية بنسبة 1.9%، ليصل إلى 169.1 مليار دولار في عام 2025، فيما ستمثل إعلانات التلفزيون التقليدي 72.6% من الإجمالي، كما ستنمو الإعلانات الرقمية بنسبة 10% خلال العام الجاري، وستشكل 76.8% من إجمالي الإيرادات في عام 2029.
وأخيراً، يمكن القول إن الإعلانات العقارية الخارجية استعادت مكانتها بسوق عقارات دبي، وهذه العودة لن تكون لمصلحة المطور والسوق فقط، بل كذلك لمصلحة شركات التسويق.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه