الصحافي الصغير
من خلال عشقي للتفكير العميق والكتابة، وشغفي بالقلم الذي يحمل بين سطوره قوة التأثير والتغيير، أجد نفسي في رحلة أسبوعية للغوص في أعماق المواضيع التي تهم المجتمع، بحثاً عن فكرة تلامس العقول وتثير التساؤلات. اليوم، بينما كنت أستقل سيارتي متجهاً إلى العمل، لفت انتباهي مشهد الطلاب المتسابقين إلى مدارسهم، يحملون حقائبهم بعيون تلمع بالأمل والطموح، وتساءلت في داخلي، كيف يمكن أن يكون هناك جيل من الصحافيين الأطفال؟ وكيف سيكون مستقبلهم في ظل الذكاء الاصطناعي وكل هذه التطورات العلمية المتسارعة؟ هل سيتغير دور الصحافي الذي كان يبذل جهداً كبيراً في البحث والتحليل ليقدم موضوعاً ينير العقول؟ أم سيبقى له الدور المحوري في تشكيل الوعي ونقل الحقائق بمصداقية ومسؤولية مهما تغيّرت الأزمان؟
تابعت طريقي إلى العمل وأنا أشاهد هؤلاء الطلاب المتحمسين وهم يعبرون أبواب مدارسهم، تخيلت كيف يمكن لفكرة «الصحافي الصغير» أن تسهم في تنمية مهاراتهم العقلية والإبداعية، كيف يمكن أن تشجعهم على طرح الأسئلة والبحث عن الإجابات، إنها رؤية تهدف إلى إعداد جيل يمتلك القدرة على تحليل المعلومات بذكاء ونقلها بموضوعية.
لم تعد الكتابة مجرد وسيلة لنقل الأحداث، بل أصبحت فناً للتعبير عن الأفكار والمشاعر، وأداة للتأثير والتغيير. عندما نُعلم الصحافي الصغير كيفية صياغة المقالات والتقارير بأسلوب شيّق وجذاب، فإننا نفتح أمامه أبواب الإبداع والتفكير، كما أن التدريب على الإلقاء أمام الكاميرا أو الجمهور يطوّر مهارات التواصل الفعّال، ويعلم كيفية التأثير في الآخرين.
وبينما كنت أقترب من مكان عملي، أدركت أن «الصحافي الصغير» هو أمل في بناء مستقبل أفضل، ومن خلال إعداد جيل من الصحافيين القادرين على مواجهة تحديات عصرهم بذكاء وإبداع، سنكون قد أسهمنا في بناء مجتمع واعٍ ومثقف.
* مؤسس سهيل للحلول الذكية
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه