حال الأكاديميات

فرح سالم

بدلاً من الدوران في حلقة الحديث عن قلة المواهب واللجوء إلى الحلول السريعة، يجب النظر كذلك إلى الأسباب التي أدت إلى ذلك، والتي تدور في مجملها حول ضعف عمل الأندية في الأكاديميات، ما جعلنا نعيش الآن حالة من الفراغ.

حتى عندما كانت لدينا منتخبات جيدة في المراحل السنية في بداية الألفية، لم تكن أغلبية الأكاديميات تعمل بالطريقة التي نأملها، لأن اتحاد كرة القدم تكفل بكل شيء، وكان يقوم بعمل رائع، ويكثف جهوده تجاه منتخبات المراحل السنية، وهو ما أسهم لاحقاً في الإنجازات التي تحققت، والتي أثبتت أن أي عمل يقوم على أسس سليمة سينجح مع الصبر والتخطيط، وأن البناء العشوائي السريع لن يستمر طويلاً.

كثيراً ما نسمع عن حال أكاديميات الأندية في كرة القدم، وهناك من ينتقد مسألة الوساطة في الاختيارات، وهذا أمر مؤسف بطبيعة الحال، كون الأطفال في السن المبكرة لا يمكن تحديد مستقبلهم بسهولة، وتجدهم يمارسون العديد من النشاطات الرياضية، بهدف قضاء أوقات رائعة، ومع مرور السنوات ستتضح الرؤية حول اللعبة المناسبة، وستكون أوضح بشأن المواهب وغيرهم.

الأمر المؤسف الآخر، هو ضعف العمل في الأكاديميات، لأن هناك مدربين يركزون على تحقيق النتائج والألقاب بالنسبة للفئات تحت 14 عاماً، وهذه كارثة، فمن المعروف أن الطفل في هذه الفترة يلعب من أجل الاستمتاع ونمو موهبته والجانب الاجتماعي، ومن بعد ذلك كسب روح المنافسة، وقبل كل شيء زرع القيم والأخلاق بما يتناسب مع المرحلة العمرية، لكن هناك كوادر تدريبية تنظر إلى النتائج لا غير، من أجل المحافظة على عملها، لأن الكارثة الكبرى تكمن في أن الإدارات تطالب بتحقيق الإنجازات على مستوى هذه الفئات العمرية الصغيرة، وهو ما يضرب بالمستقبل عرض الحائط، ويؤثر في تطوير المواهب واكتشافها.

وإذا نظرنا إلى عدد اللاعبين الذين مثلوا منتخباتنا في المراحل السنية، واعتزلوا اللعبة في وقت مبكر، فهذه كارثة أخرى، لأن هناك العديد من الأسباب التي تجعل هؤلاء اللاعبين لا يرغبون في تكملة مشوارهم، وهو ما يؤثر لاحقاً في مسألة دعم منتخبنا الأول، لذلك لابد من إعادة تصميم نظام الأكاديميات لتمكين منتخباتنا من المنافسة بفعالية خارجياً.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر