عقارات دبي بين 2014 و2024
رسمياً.. المبيعات العقارية في دبي خلال عام 2024 نمت بنسبة 38% في العدد، و27% في القيمة، في وقت نما عدد المستثمرين الجدد بنسبة 55%.
حسب اعتقادي وتتبعي لأداء قطاع العقارات في دبي، خلال السنوات الـ10 الماضية، تُعدّ نسبة نمو عدد المستثمرين الجدد لعام 2024 الأكبر في تاريخ السوق، ما يعني أن مكتسبات العام الماضي هي الأعلى حتى الآن، ومن خلال تحليلي البسيط للسوق بين أهم أزمتين عالميتين ضربتا الأسواق العقارية: 2008 و2020، يُعدّ عام 2024 أوج ذروة دورة التعافي الثانية التي مرّت بها السوق، حيث إنه خلال الفترة المذكورة سابقاً، مرت السوق بدورتين من التعافي، كل دورة منهما شهدت تصحيحاً سعرياً.
الدورة الأولى جاءت في الفترة بين عامَي 2012 و2014 بعد الأزمة الاقتصادية العالمية 2008 - 2009، وحققت فيها الأسعار ارتفاعاً مدهشاً، خصوصاً في سبتمبر 2014، الذي يمثّل أوج ذروة دورة التعافي الأولى وقتها، ثم جاءت دورة التعافي الثانية بين نهاية 2021 و2024، وتُعدّ أوج ذروة دورة التعافي الثانية بعد الأزمة الصحية العالمية لعام 2020 «كوفيد-19».
10 سنوات بين الذروتين الأولى والثانية، مرّ فيها القطاع بدورات عقارية أثرت في مسار الطلب والاتجاهات.
في 2014 تحول الطلب إلى العقارات المتوسطة التي كانت مغيّبة سابقاً، بسبب التركيز التام على العقارات الفاخرة، خصوصاً في «جزيرة النخلة» التي كانت محل أنظار العالم آنذاك، إلى جانب التركيز على تعمير منطقة «برج خليفة».
حتى 2021 و2022، اتخذت السوق مساراً آخر، تحولت فيه الأنظار نحو العقارات الفاخرة ووحدات الفلل نتيجة الحاجة إلى مساحات أكبر، بسبب المتطلبات الصحية وظروف العمل الجديدة، مع تراجع الأسعار في السوق، لتصبح قيمة العقارات الكبيرة والفاخرة في متناول الكثيرين، مقارنة بما كانت عليه سابقاً، إضافة إلى بروز الإمارات بيئةً آمنةً من الجائحة واستمرار نموها الاقتصادي، ما أسهم في هجرة الكثير من رؤوس الأموال وكبار المستثمرين، من دون نسيان دعم مختلف المبادرات والمحفزات الحكومية.
هذا الإقبال، كانت نتائجه إيجابية جداً، حيث ارتفعت الأسعار وعدد المشاريع الجديدة، كما ارتفع عدد المشترين والمستثمرين رغم ارتفاع أسعار الفائدة المفرط، وبدايات انخفاضها مع عام 2024 ليشكل هذا العام أوج ذروة السوق الثانية.
أتوقع أن الدورة العقارية الجديدة ستعود مجدداً إلى العقارات المتوسطة مع التشبع الحالي للسوق الفاخرة، كما ستستمر التوجهات نحو العقارات المستدامة في كلا النوعين.
ismailalhammadi@
Ismail.alhammadi@alruwad.ae
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه