يداً بيد
في خطوة تجسد رؤية القيادة الإماراتية الثاقبة والطموحة، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أن عام 2025 سيكون «عام المجتمع»، ليؤكد أن قوة الدول لا تُبنى على الاقتصاد أو التطور التكنولوجي فحسب، بل على متانة النسيج الإنساني، وتلاحم أبنائه.
يأتي هذا الإعلان امتداداً طبيعياً لعامي الاستدامة، ومواصلةً لرؤية الإمارات نحو تعزيز الترابط المجتمعي، والعمل بروح الفريق الواحد.
يحمل شعار «يداً بيد» رسالة واضحة، تدعو لاستنهاض طاقات المجتمع بمكوناته كافة، مواطنين ومقيمين، وفتح الأبواب أمام تعاون مثمر بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص والقطاع الثالث، إنه دعوة لإعادة تعريف الأدوار في بناء الوطن، كل من موقعه، وكل بقدرته.
هذا الإعلان دفعني للعودة إلى أمهات الكتب للغوص في مفهوم «المجتمع»، تلك الكلمة البسيطة في ظاهرها، تحمل معاني عظيمة ودلالات واسعة، فالمجتمع ليس مجرد تجمع بشري، بل منظومة متكاملة من العلاقات والقيم والمصالح المشتركة.
«يداً بيد» هو وعد بأن التنمية ليست مسؤولية جهة واحدة أو جهداً منفرداً، بل هي حوار دائم بين الأفراد والمؤسسات، وبين الحاضر والمستقبل، وبين الطموحات الوطنية والقدرات الفردية، إنها دعوة لإعادة النظر في كيفية إسهامنا في صنع مجتمعنا، ليس كمستهلكين للخدمات أو مستفيدين من السياسات فحسب، بل كصانعين ومؤثرين في كتابة التاريخ الوطني.
عام 2025 هو فرصة لإعادة التفكير في علاقتنا مع محيطنا، لنتجاوز الأدوار التقليدية، ونسهم في صياغة مستقبل يكرّس الإمارات نموذجاً عالمياً في التلاحم الإنساني والتنمية المستدامة. فلنعمل معاً، دون انتظار، لنضع يداً بيد في مسيرة بناء مجتمع لا تقتصر قوته على الإنجازات المادية، بل على قيمه، إنسانيته، وعزيمته الراسخة في مواجهة أي تحدٍّ أو طموح، ونكتب قصة نجاح جديدة تلهم العالم.
* مؤسس سهيل للحلول الذكية
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه