تفوق بجدارة
التفوق الإماراتي في بطولة السوبر الإماراتي القطري، هل كانت أسبابه تميز أنديتنا وقوتها، أم تراجع وانخفاض مستوى الأندية القطرية؟ فبعد أن خرجت فرقنا الأربعة بامتياز من هذا السوبر، وانفردت بأوسمة البطولة، انبرى تساؤل هنا وهناك حول سبب هذا التفوق الذي فرض نفسه في المواجهات الأربع، وعكس صورة مثالية جميلة لممثلينا.
قد نتفق أن فرقنا أثبتت تفوقها بجدارة، واستحقت التتويج بدروع وكؤوس هذه البطولة، قياساً إلى عوامل عدة، كان أبرزها الدور والأثر الواضح لمستوى ومردود اللاعبين الذين تميزوا بحضور وفاعلية ميدانية عالية، من خلال العطاء والجهد الكبير الذي قدموه، إضافة إلى إصرارهم وقتالهم على الفوز الذي تحقق لهم في نهاية المطاف، وتوجهم بتلك الألقاب.
كما أن القيادة الفنية تميزت بخططها التكتيكية وإدارتها الفنية الجيدة، وحسن قراءتها المنافس، بعدما تعاملت بذكاء في استثمار هذه المنافسة من أجل اقتناص ألقاب البطولة، حيث اعتبرها بعضهم نقطة ارتكاز مهمة لمزيد من الانتصارات والإنجازات، بينما وجدها آخرون فرصة سانحة لترتيب الأوراق، والانطلاق مجدداً لتعزيز حراكه التنافسي في البطولات الأخرى.
لا يخفى على الجميع أن قوة السجال المحلي كان لها انعكاس مُثمر في أداء وعطاء اللاعبين، بعدما بات دورينا من أقوى دوريات المنطقة، ويشهد منافسة شرسة بين فرق عدة، كان من بينها تلك الفائزة بألقاب هذا السوبر، الأمر الذي أسهم في رفع الحالة البدنية والذهنية للاعبيها، لاسيما أن غالبية تشكيلها أصبحت مكونة من محترفين ومقيمين مع عدد من المحليين، ما أضاف لها ثقةً وصلابة فنية انعكست على ظهورها الخارجي الذي حقق لها هذه المكاسب.
في المقابل، فقد بدا واضحاً أن الأندية القطرية واجهت بعض التحديات التي أثرت في حضورها السوبر، مثل عدم استقرار الأجهزة الفنية، وضعف بدلائهم الذين كانوا محل استياء وسخط الشارع القطري، إضافة إلى أن بعضها حضر في ظل غياب لاعبين مؤثرين، وعدم جاهزية الآخر، ما فرض تغييراً لعناصر رئيسة قبل البطولة، وهو ما كان له انعكاس سلبي على حالة الانسجام والتفاهم الفني لها.
عموماً هي تجربة وليدة وفكرة حديثة قد يُبنى عليها ما هو أكبر مستقبلاً، مع التأكيد بأن هذا النوع من البطولات، يُمثل فرصةً ذهبية لتعزيز التنافس ورفع المستويات، إذ استمرارها وتطويرها سيجعل المنافسة فيها أكثر إثارة وتشويقاً، وسيمنحها مركزاً مرموقاً بين البطولات الأقوى في القارة.
Twitter: @Yousif_alahmed
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه