عقارات دبي في 2025

إسماعيل الحمادي

في 2024 شهدت معظم الأسواق العقارية العالمية تذبذبات في الأداء، واضطرابات في آلة الجذب الاستثماري وبيع العقارات، وواجهت معظمها بما فيها أميركا وبريطانيا والصين وأوروبا، تحديات مختلفة، أسفرت عن أسعار مرتفعة، ومبيعات بطيئة، ومعدلات رهن مرتفعة، وانخفاض في مشروعات التطوير العقاري، وتراجع في الطلب.

وعلى الوجه الآخر، كان 2024 أقوى عام عقاري تسجله سوق دبي منذ نشأتها، حيث تجاوزت قيمة المبيعات العقارية لهذا العام 522 مليار درهم، مرتفعة بنسبة 30.2%، وأكثر من 40% من حيث العدد. كما ارتفعت الأسعار من 8 إلى 18%، وسجل القطاع طرح نحو 400 مشروع عقاري جديد، إلى جانب ارتفاع في نسبة العائد الاستثماري بين 8 و10%. مع العلم أن المتتبع لحركة الرهون العقارية في السوق يجدها تسير على حذو أسواق الرهن العالمية الأخرى، وسجلت هي الأخرى تراجعاً في الطلب بسبب ارتفاع أسعار الفائدة. ورغم أن هذه الأخيرة كان لها تأثير بالغ في حركة الأسواق العالمية وأدائها. ففي سوق دبي حدث العكس، حيث لم تتأثر بشكل فعلي بهذا الجانب، مستمرة في تسجيل أداء قياسي تاريخي، وارتفاع في مشروعات التطوير العقاري.

بناء على ما تم تسجيله خلال 2024، تتضح جلياً ملامح 2025، حيث ستستمر سوق عقارات دبي في جذب المزيد من المستثمرين، وتحقيق إنجاز قياسي آخر، مدعوم بنمو الطلب على القروض العقارية، نتيجة التراجع المتتالي المتوقع لأسعار الفائدة خلال العام الجاري. كما أن الأسعار ستواصل تصاعدها لكن بشكل متباطئ مقارنة بالعام الماضي، نتيجة تراجع التضخم العالمي الذي أثر كثيراً في أسعار العقارات.

وفيما يتعلق بنوعية المشروعات العقارية، فإن من المتوقع أن يركز المطورون على المشروعات المتوسطة، التي سجلت غياباً شبه كلي عن ساحة التطوير، خلال آخر ثلاث سنوات، مقابل التركيز على العقارات الفاخرة وعقارات العلامات التجارية، لتلبية احتياجات الطلب الدولي، وتهميش العقارات المتوسطة، ما أضاع الفرصة أمام القطاع للاستفادة من الفئة المهتمة بهذه العقارات لمضاعفة الأداء، مع العلم أنها تشكل نسبة كبيرة من عملاء السوق وأكثرهم من فئة المستخدمين النهائيين، خلاصة القول: قد لا يكون هناك اختلاف كبير بين أداء 2024 و2025، لأن السوق مستمرة في نموها التصاعدي، لكن إذا أحسنّا استغلال الحلقات المفقودة في الماضي، سيحدث الأمر نقلة جوهرية في إنجازات المستقبل.

ismailalhammadi@

Ismail.alhammadi@alruwad.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر