كوابيس بينتو

فرح سالم

أوصلنا المدرب البرتغالي باولو بينتو إلى مرحلة من عدم اليقين، وجعلنا نشكك في منتخبنا الوطني، ومدى جاهزيته لتحقيق آمالنا، مرة يكون في القمة مثلما حدث في آخر مباراتين بالتصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026، وتارة نجد «الأبيض» تائهاً، وفي وضع لا يحسد عليه.

بعد الفوزين على قيرغيزستان وقطر، كانت الأنظار كلها صوب «الأبيض»، واعتبره الكثير من النقاد أحد أبرز المرشحين للفوز بـ«خليجي 26»، كونه يضم أفضل العناصر، إضافة إلى أن المنتخبات الأخرى المشاركة ليست في أفضل حالاتها.

إلا أن بينتو كشف المستور في ثلاث مباريات، وأعادنا إلى مسألة التشكيك في قدراته، لأن في هذه المرة ربما لدينا لاعبون أفضل نوعاً ما، لكن عانينا ضعف قراءة المدرب للمباريات، والتخبط في التشكيلات الأساسية، وتدخلاته، إضافة إلى الأخطاء الفردية والتحكيمية التي عانى منها «الأبيض» بكل تأكيد.

لا أعتقد أننا يمكن أن نجد أي أعذار لبينتو سوى ضعف إدارته الفنية هذه المرة، حتى الجانب الذهني للاعبين كان علامة ضعف واضحة، لأن الأخطاء الفردية الفادحة التي حدثت بهذا الشكل تنم عن عدم تجهيزهم بالشكل المطلوب للبطولة، إضافة إلى مسألة ضعف اللياقة البدنية، لأن منتخبنا هو الفريق الوحيد الذي كان ينهار في الشوط الثاني خلال المنافسات، وبدا واضحاً أن اللاعبين غير قادرين على خوض المباريات كل ثلاثة أيام، على عكس المنافسين الآخرين.

ومن المؤسف حقاً أن نغادر البطولة بنقطتين فقط، باعتبارنا أضعف منتخب في البطولة، بالتساوي مع قطر، وهذا أمر غير مقبول إطلاقاً، لأن الفريق كان بإمكانه الوصول إلى المربع الذهبي على أقل تقدير، إذا نظرنا إلى واقع العناصر المتاحة لبينتو.

الأمر الآخر الذي يحتاج إلى وقفة حقيقية، يتمثل في الثقة الزائدة التي لمسناها من اللاعبين في التصريحات، وعبر مستوياتهم داخل أرضية الملعب، وكانت سبباً رئيساً للأخطاء الفردية أيضاً، وكأن هناك عدم احترام للمنافسين، ناهيك عن المكابرة في مسألة التصريحات، وحديث بعض العناصر بأنهم قدموا أفضل ما لديهم، وهذه كارثة أخرى، لأنهم إذا قدموا بالفعل أفضل ما لديهم، ليغادروا المنافسات من المجموعات وبنقطتين فقط، فهذه مصيبة.

علينا مراجعة أداء بينتو، لأن تخبطاته مقلقة، ولمسناها في تصفيات المونديال، وفي مباريات «خليجي 26»، وننتظر تنويراً من اتحاد كرة القدم حول مستقبل منتخبنا الوطني، حتى لا تكثر التكهنات والأقاويل.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر