إلى طالبي العزيز.. بل إلى كل طلابي

الدكتور مراد الرجب*

أكتب كلماتي من القلب إلى القلب، لتتشكل منهاجاً واضحاً وجُملاً كعقدٍ فريدٍ يمتزج بالمحبة والنصح والإرشاد.

إليك يا طالب العلم، يا من يحمل بين طيات روحه شغف الحياة ورغبة صادقة في المعرفة، يا من لايزال في مقتبل العمر، في عنفوان الشباب وحيوية الحلم.

اعلم يا عزيزي أن رحلتك الدراسية ليست مجرد جسر إلى مستقبل أكاديمي، بل هي طريق حياة، مسار مليء بالتحديات التي تشكل شخصيتك وتغذي عقلك، وتمنحك الأدوات التي تحتاجها لتصنع مستقبلك.

تلك الخطوات المتعثرة التي بدأت بها في مراحل التعليم الأولى وصولاً إلى الجامعة، هي خطوات تثري روحك، وتزيدك نضجاً وحكمة، ففي كل تجربة تمر بها، في كل تحدٍّ تتجاوزه، هناك درس جديد يضاف إلى رصيد حياتك، وستصبح يوماً أقدر على مواجهة مختلف مسارات الحياة.

يا طالبي الغالي، إن أيام الدراسة مرحلة عابرة، لكنها كالنهر الجاري، تبقى فيه دروسها خالدة ومعارفها متجددة. قد تشعر أحياناً بأن الطريق طويل وأن الصعوبات أكبر مما قد تتحمله، لكن تذكر أن كل خطوة تتخذها تجعلك أقوى، وتزيد من ثقتك بنفسك وقدرتك على مواجهة التحديات.

في كل درس تتعلمه، في كل خطأ تصححه، تبني أساساً لمستقبل لا حدود له.

أعلم أنك قد تجد نفسك أحياناً على مفترق الطرق، تشعر بالحيرة في مسار التعلم، لكن اجعل هدفك بوصلة ترشدك، وحلمك نجمة تضيء لك الطريق.

ربما لا تدرك الآن أثر الاجتهاد والتعب، ولكن مع مرور الوقت ستدرك أن كل لحظة في مقاعد الدراسة كانت تعدك للأفضل.

ابني العزيز، ثق بنفسك وآمن بقدراتك.. فأنت تحمل في قلبك موهبة فريدة وشغفاً خاصاً.

لا تدع أحداً يشكك في إمكانياتك، ولا تخش الفشل، فهو جزء من النجاح، والخطأ هو المعلم الأول للطموح. واعلم أن معلمك هو نور يرشدك في طريق العلم، وشراع يقود طموحك نحو بحر الإبداع والتفوق.

اجعل من رحلتك التعليمية مغامرة ممتعة، واكتشف فيها نفسك، واعمل على تحقيق أحلامك دون حدود.

كما قال المتنبي: «على قدر أهل العزم تأتي العزائم».

اسعَ وراء أحلامك وثق بأن الله تعالى لا يضيع من جد واجتهد وتوكل عليه.

يا طالبي، هذه رسالتي إليك، وأملي أن تكون يوماً فخراً لنفسك ولعائلتك ولوطنك، وأن تضيء الطريق لمن يأتي بعدك.

• أستاذ مساعد، قسم علوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات، كلية الهندسة، جامعة أبوظبي

 لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر