إعلاء الروح الرياضية
كثرت في الفترة الأخيرة حالات الخروج عن النص في ملاعبنا، وهو ما يثير القلق حال تصاعدت الأمور، ولابد من الحذر والتعامل معها بكل جدية حتى لا يحدث ما لا تحمد عقباه، وحينها لن ينفع البكاء على اللبن المسكوب.
بلا شك، الانضباط وإعلاء الروح الرياضية، من أهم الصفات التي يجب أن نشاهدها في ملاعبنا، مع التركيز على أن يكون اللاعبون قدوة حسنة للشباب والناشئين، خصوصاً أن العديد من النشء يعملون على تقليد هؤلاء النجوم سواء بإيجابياتهم أو سلبياتهم، لذلك يجب أن يعي كل من يتواجد على أرضية الملعب سواء كان لاعباً أو مدرباً أو إدارياً أو حكماً أنه أمام مسؤولية كبيرة، وعليه أن يعي تصرفاته ويتحكم بأعصابه مهما جرى وحدث.
والغريب أننا في السنوات الأخيرة بتنا لا نشاهد تلك العقوبات التي كنا نسمع عنها سابقاً، وهناك أيضاً حالات مرت مرور الكرام وبطريقة غريبة، لاسيما اللاعب الذي قلل من الخصم بطريقة واضحة وعبر بث رسمي، علماً بأن اللاعب عوقب قبل سنوات بسبب هذا السلوك.
مثل هذه السلوكيات مرفوضة تماماً، لأننا شاهدنا حالات سابقة وما شهدته من تبعات، لذلك يجب الحذر من تكرار هذه الأمور، واحترام المنافس، وعدم الخروج عن النص مع التشديد على ذلك من قبل الأندية نفسها، حتى لا يزداد التعصب الرياضي بين الجماهير.
الأمر الآخر من غير المعقول أن يتم توجيه لفت نظر أو الإنذار على تصرفات الجماهير بالنسبة لسوء السلوك، ولابد من مراجعة هذه العقوبات في أقرب جمعية عمومية للأندية من أجل مصلحة اللعبة ككل، لأن الذي يتابع بعض حسابات مواقع التواصل الاجتماعي يجد أن هناك حالة من التعصب الرياضي لم تكن لدينا سابقاً ولم نعهدها.
وكما يقال «من أمن العقوبة أساء الأدب»، لذلك نجد اللاعب الفلاني يستفز جماهير الفريق المنافس برقصة أو لفتة معينة، ومشجعين يرمون العبوات وغيرها من السلوكيات المرفوضة رفضاً تاماً وليس لها أي مكان في رياضتنا ولا تشبهنا إطلاقاً.
الحقيقة أن الكثير من الآباء باتوا لا يفضلون اصطحاب أبنائهم إلى الملاعب، وإنما يرغبون في مشاهدة المباريات من المنازل، لأسباب يعرفها كل من تواجد في المدرجات، ويجب أن يتم وضع حد لها، وبعد ذلك تأتي مسألة الحديث عن كيفية جذب الجماهير والعائلات إلى المباريات.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه