أولمبياد باريس

حسين الشيباني

انتهت دورة الألعاب الأولمبية (باريس 2024)، لكن العرب اختاروا النهاية السعيدة، في أكبر حصيلة من المعدن الأصفر للعرب في نسخة واحدة.

في أولمبياد باريس نجحت البعثات العربية في تخطي العدد الأكبر من الميداليات الذهبية المحرزة في دورة أولمبية واحدة، بتحقيق سبع ذهبيات، وتصدرت البحرين ترتيب الدول العربية للمرة الأولى، فيما فاز المغرب بأول ميدالية أولمبية في كرة القدم.

أثبتت دورات الألعاب الأولمبية أن تجربة (منح الجنسية) في المجال الرياضي في كل الألعاب، يمكنها أن تقود إلى الذهب، مؤكدة صحة نجاح التجارب التي حققتها الدول الأوروبية ومعظم دول العالم، وأن (منح الجنسية) للاعبين الموهوبين يزيد من حظوظ الدولة في تحقيق الإنجازات الرياضية، وهو ما فتح الباب على مستوى العالم للمطالبة (بمنح الجنسية) لعدد من اللاعبين من دول العالم المختلفة.

نجحت فرنسا في صنع منتخب كرة قدم قوي، بعدما أرسلت كشافيها إلى القارة الإفريقية من أجل اكتشاف الموهوبين من صغار السن، حيث تم تبنيهم وتأهيلهم بالشكل الملائم، ومنحهم الجنسية الفرنسية، وكانت الثمار واضحة للعيان، بعدما نجح الديوك في التتويج بمونديالي 1998 و2018، ولم يقتصر التجنيس الفرنسي على كرة القدم، بل ذهب إلى الألعاب المختلفة، حيث تمكنت فرنسا بفضل (منح الجنسية) من تحقيق عدد من الميداليات الأولمبية في مختلف الألعاب في أولمبياد باريس 2024، وباتت الخامسة على مستوى العالم في ترتيب جدول الميداليات في أولمبياد باريس.

لعل تجربة الولايات المتحدة الأميركية في منح (الجنسية) للرياضيين، خصوصاً الأفارقة، أكثر التجارب نجاحاً، حيث واصل الأميركان سيطرتهم الكبرى على حصد الميداليات الملونة في الألعاب الأولمبية، وفي جميع الألعاب، ولعل ألعاب القوى وكرة السلة أكبر مثال على النجاح الكبير لمنح الجنسية للاعبين الذين يمكنهم منح الدول الإنجازات الرياضية التي تحمل اسم (الدولة) قبل اسم اللاعب.

ومملكة البحرين باتت نموذجاً ناجحاً في كيفية حصد الميداليات على المستوى القاري والأولمبي والعالمي، وتصدرت ترتيب الدول العربية في مجموع الميداليات في أولمبياد باريس 2024، بفضل التخطيط السليم في منح الجنسية لأبطالها الرياضيين.

الأمر المهم في مسألة (منح الجنسية) للرياضيين أن يكون الاختيار دقيقاً، وتحت أنظار خبراء في اللعبة ومدربين يستطيعون اكتشاف الرياضيين المميزين لتمثيل الدولة في المحافل القارية والأولمبية والعالمية لبلوغ منصات التتويج، وألا يكون (منح الجنسية) مجرد تجربة، يتم خوضها دون تخطيط سليم ما سيؤدي للفشل.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر