«كلاسيكو وعبر»

فرح سالم

قدّم الحكم المكسيكي سيزار راموس إحدى أجمل المباريات، عندما أدار كلاسيكو العين والوحدة الذي تُوّج خلاله أصحاب السعادة بلقب كأس مصرف أبوظبي الإسلامي، في مواجهة خطفت الأنظار، وأعادت لنا بعض الذكريات السابقة من المواجهة الأبرز في الكرة الإماراتية، والتي لطالما خطفت الأنظار.

قبل أن نتحدث عن أداء الطاقم التحكيمي، لابد من الإشادة بالجهود الجماهيرية التي بُذلت وقادت إلى وجود أكثر من 30 ألف متفرج في النهائي، لاسيما جماهير الوحدة التي لم تكن راضية في الفترة الماضية عن مستوى الفريق، بينما العين حضوره كان متوقعاً بحكم نجاحاته الآسيوية.

أما بالنسبة للحكم سيزار راموس، يبدو أنه درس اللاعبين جيداً قبل إدارة المباراة، وكأنه كان على دراية تامة بأسلوب وطريقة اللعب المحلية، لأنه نجح في تقديم مباراة من دون توقفات عديدة كما هو معتاد لدينا مع كل تدخل، وأسهم في زيادة نسق اللعب، وهو ما كنا نعانيه طوال السنوات الماضية، لأن قضاة الملاعب كانوا يؤثرون في جمالية اللقاءات عن طريق إطلاق الصافرة مع كل احتكاك.

كما قدمت كرة القدم درساً للاعبين الذين يجب أن يستفيدوا من تجربة إسماعيل مطر، الذي ترك إرثاً لن ينسى وسيخلده التاريخ كأحد أساطير كرة القدم الإماراتية وأوفى اللاعبين حول العالم، بعد السنوات الطويلة التي قضاها في صفوف الفريق ورفضه للكثير من العروض وتمسكه بالنادي الذي ترعرع فيه على الرغم من كثرة المغريات، وهو ما حوّله إلى أسطورة خالدة، على عكس لاعبين آخرين كانوا يمتلكون الموهبة، لكنهم ركضوا خلف مصالحهم الشخصية من دون أي دراسة، وكان بمقدورهم أن يكتبوا التاريخ، لكن أخطاء الوكلاء أنهت مسيرتهم وأخرجتهم من الباب الخلفي، والنماذج عديدة للغاية.

ونأمل أن يستفيد العين من تجربة النهائي وخسارة الكؤوس في السنوات الأخيرة، وينجح في تحقيق لقب دوري أبطال آسيا، وأن يبتسم النهائي القاري الخامس للزعيم، الذي كان يستحق البطولة أكثر من مرة، وهو لقب سينعكس إيجابياً على كرة القدم الإماراتية بشكل عام، وسيعيد الثقة وسيفتح أبواباً عديدة.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر