جاهزون أيها المستقبل

محمد سالم آل علي

تعد الخطوة الجبارة التي اعتمدتها أبوظبي، من خلال خطة إنشاء مجمع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة في الإمارة، بمثابة مؤشر واضح على مدى التزام الدولة بإعادة تعريف مفهومي النقل والتنقل، حيث إنها تجمع ما بين التقانة والاستدامة، وتمهد الطريق نحو مستقبل أكثر ذكاء وأبهى خضرة وكفاءة. فهذه الخطة الطموحة ستسهم في رفد الاقتصاد الإماراتي بكثير من المليارات وفرص العمل، إلى جانب تعزيز ريادة الدولة في عالم الابتكار. وإذا ما أضفنا إليها استراتيجية دبي للتنقل الذاتي الهادفة إلى تحويل 25% من إجمالي وسائل النقل في مدينة دبي إلى وضع ذاتي القيادة، بحلول عام 2030، وما يرتبط بها من فوائد اقتصادية ومجتمعية جمة كخفض معدلات التلوث، وتقليل الحوادث المرورية، وأيضاً دورها في تخفيف الطلب على المواقف ورفع إنتاجية الأفراد، فلنا حينها أن نتصور حجم الجهود التي تبذلها الدولة في سبيل خلق عالم أفضل، وأكثر أماناً وصحة للجميع.

وكما هو الحال مع كل تقنية واختراع، يمتلئ الطريق نحو تحقيق الرؤى بكثير من التحديات، إلا أنها كلما اشتدت وثَقُل أثرها كلما واجهتها الدولة بالمرونة والابتكار، فمن حيث الأطر التنظيمية كانت حكومة الإمارات سباقة إلى رسم الخطط والتصورات، حيث عملت على وضع أطر قانونية تضمن سلامة الركاب وأمن العمليات. أما من ناحية تكامل التقنيات المعاصرة ودمجها في النسيج المجتمعي، فقد أقرت الدولة مجموعة من الاختبارات الصارمة لضمان الموثوقية والسلامة. وبالحديث عن البنى التحتية ومقوماتها، فقد قطعت الدولة أيضاً شوطاً لا يُدانى في مجال تعزيز الترابط ما بين المركبات والبنية التحتية للطرق. ولعل استثمار الدولة في مبادرات المدن الذكية شكّل أساساً متيناً لهذا التحول، وأعطى تصوراً مستقبلياً حول كيفية تطوير الطرق، بالتوازي مع الحلول والمنجزات التقنية.

إن رحلة دولة الإمارات في عالم الإبداع والابتكار لا تقتصر على تبنّي التقنيات المتطورة فحسب، بل هي انعكاس لرؤى قيادتها الرشيدة المتمثلة في الالتزام المطلق بالاستدامة، والسعي الدؤوب إلى تحقيق التميز، فعبر تلك الرؤى والمبادرات تكشف الإمارات عن رؤيتها الشاملة لمستقبل النقل العالمي الآمن والمستدام.

مؤسس سهيل للحلول الذكية

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر