الوصل والنصر

يوسف الأحمد

نهائي الكأس سيعيد للأذهان الديربي الشهير بين فريقي الوصل والنصر، في مواجهة استثنائية ستطغى عليها الإثارة والندية والسجال القوي بين اللاعبين، عطفاً على ما يحملونه من إرث تنافسي كبير، سيجدد ذكريات الماضي، وتحديات ومناوشات الحاضر المستمرة بينهم.

الوصل يمر بفترة مميزة، غابت عنه لأكثر من عقدين من الزمن، حيث أصبح أكثر قرباً من تحقيق الثنائية الأغلى والأهم من بين بطولات الموسم، إذ إن لاعبي الوصل يعيشون حالة كروية متجلية عكسوا من خلالها نموذجاً بأسه شديد وعزمه حديد، يُسدد في كل اتجاه لكسب الجديد، معززاً حظوظه لحصد المزيد.

وقد أعاد المدرب الصربي ميلوش تشكيل شخصية وهوية الأصفر، بعدما خلق تجانساً وتكاملاً بين عناصره الذين رسموا لوحة باهية وجميلة صاروا يتغنون بها في كل ميدان تطأ فيه أقدامهم، متسلحين بعقيدةٍ راسخة لديهم بأن أصفرهم منافس وبطل، وعليه أن يظل كذلك متنقلاً بين البطولات وعلى منصات التتويج.

العمل الإداري والفني لا يختلف عليه ضدان، وهو ما جعل الفريق في وئام وانسجام فني، ثم تصالح ذهني قاده إلى أن يكون قريباً من إسدال الستار على درع الدوري مبكراً، مثلما باتت تفصله خطوة واحدة عن أغلى الكؤوس.

في المقابل، فإن المدرب الهولندي شرودر فعل ما عجز عنه الآخرون، بعدما قلب أوراق العميد رأساً على عقب، واضعاً يده على الخلل الذي عاناه النصر لعقود طويلة، ليقدم الآن الأزرق الجديد بشخصية ثابتة، أداء وانضباطاً وروحاً، ما أوصله إلى وضعية مثالية ومُرضية، كانت سؤالاً حائراً عند الجميع، الذي كان يردد وقتها ما الذي ينقص النصر؟ هناك بصمة كبيرة للمدرب، قابلها تعاون من لاعبيه، الذين بإرادتهم ورغبتهم أخرجوا العميد من الجلباب القديم، وبإرادتهم أيضاً باتوا قادرين على إكمال القصة، وإعادة الفرحة الغائبة إلى قلعتهم الكبيرة. بطولة أخرى كبيرة، تنتظرها الإمارات بأسرها، وتترقبها الجماهير بمختلف أطيافها، لأن رهانها لا يخيب مع ممثل الوطن الكبير، الذي قدم درساً في الإرادة والاستماتة والروح العالية، رغم أنه لم يكن في أفضل حالاته، لكنه خير من يمثلنا بتحمل المسؤولية والأمانة وأفضل من تُسند على كاهله الأحلام والآمال، فهو العين الذي مكانه في القلب والعين. فكل الدعوات الصادقة والأمنيات الخالصة في العودة من اليابان بالنتيجة المرجوة.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر