درس العين

فرح سالم

نجح العين في بلوغ نهائي دوري أبطال آسيا، وتفصله خطوتان من الفوز باللقب القاري للمرة الثانية في تاريخه، بعدما قدم العديد من الدروس في النسخة الحالية للبطولة، وتأهل بجدارة واستحقاق، رغم أن كل التوقعات كانت تصب في مصلحة أندية أخرى.

أنعش الزعيم الكرة الإماراتية، وأعاد إلى الشارع الرياضي الروح، وللمرة الأولى نشاهد هذه المساندة بين جميع مشجعي الفرق الذين وقفوا خلف ممثلنا في مبارياته الآسيوية، خصوصاً أن الجماهير متشوقة لإنجاز إماراتي بعيداً عن اختلاف الانتماءات، لاسيما أن الجميع يعلم أن عودة العين ستعيدنا إلى الطريق الصحيح.

في السنوات الأخيرة، افتقدت أنديتنا ومنتخباتنا شغف المنافسة خارجياً، وعانينا نتائج سلبية وصدمات مختلفة، رغم أننا في فترة ما كنا من أبرز المرشحين لتحقيق لقب كأس آسيا، وفي دوري أبطال آسيا 2015 و2016 في النهائيين اللذين خسرهما شباب الأهلي والعين.

والمتابع لوضع كرة القدم في القارة الآسيوية، والنقلة التي صاحبت الكثير من المسابقات الوطنية الأخرى، خصوصاً الدوري السعودي، كان يتوقع أن تقل حظوظنا بشكل كبير جداً، نظراً لفارق التعاقدات بالنسبة للاعبين والمدربين، والهالة الإعلامية التي صاحبت ذلك.

إلا أن الزعيم استعان بتاريخه ومجده، وأثبت أنه مهما اختلفت الإمكانات، مازالت اللعبة تعتمد على المجهود المبذول داخل أرضية الملعب، بغض النظر عن مسألة القيمة السوقية والفوارق الفنية، لأن اللعبة الحديثة والتكتيكات التي يعتمد عليها المدربون بإمكانها أن تقلص ذلك، وهو ما نجح فيه الأرجنتيني هيرنان كريسبو.

أن تتفوق على أندية بحجم النصر والهلال في أحد أسوأ مواسم العين الكروية محلياً، ليس بالأمر السهل، لكن الدوافع كانت أكبر في دوري أبطال آسيا، لأنه تمت الاستهانة بأول بطل في النسخة الجديدة للبطولة، وبأحد أكثر الأندية وصولاً إلى النهائي والأدوار النهائية.

المطلوب أن نعكس نجاحات الزعيم على مختلف الأندية ومنتخباتنا، وأن تعي الفرق أنه مهما حققت من ألقاب محلية إلا أن الإنجازات لها طعم مختلف تماماً، وهو ما نتذوقه مع العين حالياً، ومن قبله شباب الأهلي الذي يملك الإمكانات التي تمكنه من أن يكون أحد أشرس أندية آسيا متى ما أراد ذلك.

تفوق الزعيم هو نجاح لكرة القدم الإماراتية، وما شاهدناه من إصرار ورغبة وروح قتالية نريده أن ينعكس في مختلف مشاركاتنا الخارجية.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر