مبادرة الحزام والطريق

الدكتور علاء جراد

«الحزام والطريق» هي مبادرة أطلقتها الصين في عام 2013، وتضم أكثر من 150 دولة، وتُعدُّ واحدة من أكثر مشاريع البنية التحتية والاقتصادية طموحاً في القرن الـ21 للدول المشاركة، حيث تسهم الصين في مشاريع البنية التحتية لتلك الدول، وفي الوقت نفسه تستفيد من مواردها الطبيعية. وقد تم تصميم مبادرة الحزام والطريق، لإحياء طرق التجارة القديمة مثل طريق الحرير. وتتكون المبادرة من مكونين، هما الحزام الاقتصادي لطريق الحرير البري الذي يربط الصين بأوروبا عبر آسيا الوسطى، والذي اقترحه الرئيس شي جينبينغ لأول مرة في كازاخستان في عام 2013، وطريق الحرير البحري للقرن الـ21. وتسعى الصين إلى تجديد التجارة البحرية على طول الطريق التاريخي الذي استخدمه «ماركو بولو» والذي يربط الصين بجنوب شرق آسيا وإفريقيا وأوروبا.

إن مبادرة الحزام والطريق تهدف إلى إنشاء بنية تحتية قوية للدول الشريكة، وكذلك تعزيز سوق موسعة ومترابطة بينها، ما يعزز مكانة الصين الاقتصادية والسياسية على مستوى العالم.

إن دوافع الصين وراء مبادرة الحزام والطريق متعددة، أولاً، إن المبادرة توفر بديلاً لطرق التجارة البحرية التي تهيمن عليها الولايات المتحدة حالياً، وبالتالي تأمين التدفقات التجارية وتقليل الضعف الجيوسياسي. ثانياً، الاستجابة للأزمة المالية في عام 2008، حيث توفر مبادرة الحزام والطريق سوقاً جديدة للشركات الصينية المملوكة للدولة، ما يعزز الاستقرار الاقتصادي. إضافة إلى ذلك، تعمل المبادرة كحافز للتنمية الاقتصادية في المناطق المركزية الأقل ازدهاراً في الصين، وموازنة الفوارق الاقتصادية الإقليمية.

اعتباراً من عام 2023، أصبح تأثير مبادرة الحزام والطريق واسع النطاق، حيث شاركت 147 دولة في مشاريع أو اتفاقيات مختلفة مع الصين، وأحد المشاريع المميزة هو الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني الذي تبلغ قيمته 62 مليار دولار، ويعكس حجم هذا الاستثمار الضخم العائد المتوقع منه. وعلى الرغم من نطاقها الطموح واستثماراتها الكبيرة، فإن مبادرة الحزام والطريق لم تكن خالية من بعض الانتقادات مثل القدرة على تحمل الديون للدول المشاركة، والمخاوف من النفوذ المتزايد للصين، والذي يقول البعض إنه قد يؤدي إلى شكل جديد من الهيمنة الاقتصادية. وتنشأ مخاوف أيضاً بشأن التأثير البيئي لمشاريع البناء واسعة النطاق واستدامتها على المدى الطويل.

Garad@alaagarad.com

Alaa_Garad@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر