المجمع الفقهي ونشاطه

د. أحمد بن عبدالعزيز الحداد

عقد المجمع الفقهي الإسلامي، التابع لرابطة العالم الإسلامي، دورته الـ23 في مدينة الرياض، في الفترة من 11 إلى 13 شوال، الموافق من 20 إلى 22 أبريل الجاري، بعد انقطاع طويل، وكان انعقاد هذه الدورة مملوءاً بالموضوعات الفقهية المستجدة، التي شارك في بحثها عدد كبير من الباحثين الخبراء، فأعدوا أبحاثاً فقهية محكَّمة في 11 موضوعاً من مستجدات الفقه، وهي المضاربة بالعملات عبر وسائل الاتصال الحديثة تعريفها وحكمها، إثبات رؤية الهلال عن طريق تقنية كاميرا «إس إس دي»، تحميل الجاني تكاليف علاج المجني عليه، تغيير شرط الواقف للمصلحة العامة، التصرف بما زاد من ريع الوقف، حكم تكميم المعدة، السفر لبلاد يقصر فيها النهار لأداء الصوم فيها، استثمار أموال أوقاف الجهات الخيرية، الحِيَل في عدم دفع الزكاة، استخدام الشاشات الضوئية في الصلاة وخطب الجمعة، الدفن في أماكن مخصصة لمسلمين في إطار السور العام للمقبرة غير الإسلامية.

وقد حظيت بعرض أبحاثها من الخبراء الذين كتبوا الأبحاث، ومناقشتها من قبل الحاضرين من أعضاء المجمع والخبراء، وبحضور ثلة كبيرة من هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، على رأسهم مفتي المملكة، الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، وحضور رئيس رابطة العالم الإسلامي عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي، الدكتور محمد العيسى، وعدد من أعضاء هيئة كبار العلماء والمستشارين في الديوان الملكي، منهم إمام الحرم رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، الشيخ صالح بن حميد، والشيخ عبدالله المنيع، والدكتور سعد الشثري، والدكتور عبدالله التركي، رئيس الرابطة السابق، والدكتور عبدالله المطلق وآخرون.. ودُعي لها كل مفاتي العالم الإسلامي ومفاتي الجاليات الإسلامية في الدول غير الإسلامية، الذي عُيِّنوا أعضاء في المجمع، وعدد كبير من الباحثين الخبراء من المملكة العربية السعودية.

وبعد انتهاء عرض الأبحاث ومناقشتها، صدرت عن المجمع قرارات فقهية في الموضوعات المطروحة، أُعدت من قبل لجنة الصياغة، وعرضت على المجتمعين.

كما صدر عن المجمع توصيات عدة، وعدد من البيانات الختامية في مجالات متعددة تهم المسلمين، وتعالج قضاياهم. إن هذا الاجتماع الفقهي يمثل الاجتهاد الجماعي المحقِّق لمقاصد الشرع في مواكبة الفقه الإسلامي لمستجدات الأمور التي تحتاج إلى بيان الأحكام الشرعية، فإن المسلمين يترقبون مثل هذه القرارات بفارغ الصبر، وفي كل مكان، فإن الكثير منها مُدْلَهمَّات لا يجليها إلا علماء الإسلام وفقهاؤه، ولا يمكن أن يكون ذلك البيان إلا باجتهاد جماعي يحظى بمزيد بحث ونقاش جادين يحققان المقاصد الشرعية مع مراعاة النصوص الفقهية.

كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر