التأمين على العقارات.. ومعايير البناء

إسماعيل الحمادي

كنت قد تطرقت في عام 2021 إلى موضوع التأمين على العقارات، وأهميته في حماية المحفظة الاستثمارية. ونشرت مجموعة من المحتوى متعلقة بالموضوع نفسه عبر منصات التواصل الاجتماعي، كخطوة للفت انتباه ملّاك العقارات والمستثمرين، ونشر الوعي حول ثقافة التأمين على العقار، ودوره في حماية العقارات من الكوارث البيئية والطبيعية، وحتى بعض الأضرار التي تكون للإنسان يد فيها مثل حوادث الحريق، والتصدع، أو الانهيارات عند إجراء التعديلات وغيرها.

ربما رأى البعض في هذا الأمر مضيعة للمال وكُلفة إضافية على مالك العقار والمستثمر، وأن «الأمور طيبة»، ولا يمكن لأي ضرر أن يحدث للبناء، فإجراءات السلامة من الحرائق صارمة (أخص الحرائق بالضبط، لأنها من أكثر الحوادث التي تتعرض لها العقارات في منطقتنا، مع ارتفاعات درجات الحرارة)، مستبعدين تماماً إمكانية حدوث عواصف وأمطار غزيرة وفيضانات، لكن لا أحد يضمن الظروف، خصوصاً أن العالم اليوم يعاني تغيرات مناخية سريعة، فأصبحنا نرى أن المناطق الباردة التي كانت مشهورة بسقوط الأمطار سنوياً، باتت جافة وانتشرت فيها الحرائق. والعكس يحدث، إذ أصبحت المناطق التي كانت تعاني الجفاف وقلة الأمطار، تواجه أعاصير وكميات أمطار استثنائية وفجائية، ما يتسبب في أضرار عدة للمباني والتجمعات السكنية، نتيجة تسرب كميات كبيرة من المياه، وهذا ما حدث فعلاً خلال الحالة المطرية الاستثنائية الأخيرة التي تسببت في تسرب المياه إلى بعض المنازل والمباني.

في هذه الحالة بالضبط، تظهر أهمية التأمين على العقارات، لأن شركات التأمين ستتولى تصليح العقارات المُؤمن عليها، وتعويض أصحابها، إما تعويضاً شاملاً أو جزئياً بحسب وثيقة التأمين والبنود المتفق عليها، ولن يتحمل مالك العقار الخسائر جميعها وحده، لكن إذا لم يكن مُؤمّناً على العقار، فهنا تؤول كُلفة الخسائر إلى المالك، وبدل أن يدفع 500 أو 1000 درهم تأميناً سنوياً، سيدفع عشرات أضعاف المبلغ لتصليح ما أتلفته المياه، وهنا تظهر أهمية التأمين في الخطة الاستثمارية وأرباحها، ودوره في حماية الاستثمار والعائدات المرجوة منه.

وإلى جانب التأمين، هناك نقطة أخرى يجب الإشارة إليها، وهي إعادة النظر في معايير البناء، بما يتناسب مع مسألة التغيّر المناخي، واستحداث خطط جديدة لتطوير العقارات والإنشاءات، لتجنب أضرار موجات الأمطار الغزيرة الفجائية، وقد أصبح ضرورياً أخذ هذه النقطة بعين الاعتبار، لتطوير المشروعات الجديدة.

ismailalhammadi@

Ismail.alhammadi@alruwad.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر