مبادرة خير

وليد الزرعوني

أظهرت الحالة الجوية الاستثنائية التي شهدتها الإمارات أخيراً، ورافقتها أمطار غزيرة وظروف مناخية صعبة، حرصاً ووعياً وتماسكاً من المواطنين والمقيمين والزوار الذين يعيشون في كنف قيادة حكيمة وحكومة رشيدة تضع سلامة وأمن الجميع على رأس اهتماماتها وأولوياتها دائماً، ليبقى ذلك هو بوصلة نجاح الدولة في تجاوز الأزمات.

وكان ظاهراً للعيان جهود التعامل المؤثر مع الأزمة المناخية الطبيعية على المستوى الوطني من خلال فرق الطوارئ والأزمات الوطنية والمحلية والجهات المختصة التي واصلت الليل بالنهار، وأسهمت في الخروج منها بسلام، وبأقل قدر ممكن من الأضرار، مع الحفاظ على الأرواح والممتلكات والمكتسبات.

وفي حين لم تدخر الدولة جهداً لتقديم الدعم اللازم للأسر المتضررة، كان لبعض المبادرات من الفاعلين في القطاع العقاري دور في تخفيف الأعباء عن كاهل السكان والمستثمرين، ومساعدتهم على تجاوز هذه الأوضاع الطارئة الاستثنائية، واضعين إمكاناتهم جنباً إلى جنب مع الجهات الحكومية والمؤسسات الخيرية، في صورة تعزز روح التعاون والتكافل والتضامن الاجتماعي التي تُعدُّ من القيم الأساسية لمجتمع دولة الإمارات.

وتنطلق تلك المبادرات من وحي توجيهات القيادة الرشيدة التي حرصت على التوجيه بتقديم الدعم اللازم لجميع الأسر المتضررة، وكذلك السرعة في العمل على دراسة حالة البنية التحتية بمختلف مناطق الدولة، وحصر الأضرار التي سببتها الأمطار الغزيرة القياسية.

كما تأتي هذه المبادرات السبّاقة كجزء من التزام الشركات الوطنية والمؤسسات الخاصة المتواصل بدعم المجتمع الإماراتي في أوقات الشدة، وتعزيزاً لروح الانتماء والتلاحم والتراحم بين أفراد المجتمع والاستعداد للوقوف جنباً إلى جنب أثناء حالات الطوارئ والأزمات.

وخيراً فعلت «شركة إعمار العقارية» بإطلاق مبادرة لترميم جميع المساكن ضمن مجتمعاتها التي تأثرت بالأحوال الجوية الشديدة الأخيرة دون تحميل السكان أي كُلف، وتبعها في ذلك كلٌ من «مجموعة الحبتور»، و«داماك العقارية»، و«ماج للتطوير العقاري». وأقول لهم «هكذا عهدناكم وهكذا وجدناكم، كلماتي لن توفيكم حقكم، وقت الشدائد يبرز أصحاب العزائم»، وأتمنى أن يحذو حذوهم بقية المطورين العقاريين والمُلّاك، فالباب لايزال مفتوحاً أمام العديد من المطورين العقاريين والملّاك.

واقترح كذلك أن يتم توسيع تلك المبادرات لتشمل دعم المستأجرين بشكل مباشر سواء من خلال إعفائهم مباشرة من الإيجارات خلال هذا الشهر، أو تأجيلها لفترة محددة، أو خفض معدل الإيجار بنسبة جيدة، ليتمكن المستأجر من إجراء الصيانة للمنزل أو شراء أثاث جديد.

ديننا الحنيف هو دين التراحم والتكافل والتكاتف في كل وقت وحين، وتحثنا قيمنا الدينية والاجتماعية على التعاون والتضامن، وإغاثة الملهوف، و«خير الناس أنفعهم للناس».

رئيس مجلس إدارة «شركة دبليو كابيتال للوساطة العقارية»

WalidAlzarooni@

walid.alzarooni@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر