«الديتوكس الرقمي»

الدكتور علاء جراد

مع تحكم التكنولوجيا وسيطرة العالم الرقمي على عالمنا، لابد أن نقف مع أنفسنا من حين لآخر، وحساب التكلفة والعائد من الانخراط اللاواعي في العالم الرقمي، الذي أصبح بمثابة حجرة عازلة تعزلنا عن أقرب الناس لنا، حتى عندما يكون أفراد الأسرة الواحدة معاً في المكان نفسه، فسرعان ما يذهب كل إلى حجرته ويتقوقع في عالمه الرقمي، وبالمثل في العمل تسيطر علينا شاشة الحاسوب.

وكرد فعل لطغيان التكنولوجيا، ظهر مفهوم التخلص من المضار الرقمية، أو أخذ استراحة من حين لآخر، وهو ما يطلق عليه «الديتوكس الرقمي» Digital Detox والهدف منه التخلص من السموم الرقمية، بالانفصال المؤقت والصوم عن التكنولوجيا والأجهزة الرقمية والأنشطة عبر الإنترنت، وبالتالي يمكن لنا إعادة التواصل مع أنفسنا وأحبائنا والعالم الملموس من حولنا. وهناك فوائد كثيرة للتخلص من السموم الرقمية، منها على سبيل المثال أولاً: تقليل التوتر والقلق، فالتعرض المستمر للمحفزات الرقمية يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر، ومن خلال الانفصال عن الأجهزة ووسائل التواصل الاجتماعي يمكنك من منح عقلك فترة راحة يحتاجها بشدة، ما يسمح له بالاسترخاء وإعادة الشحن. ثانياً: تحسين النوم، حيث يمكن للضوء المنبعث من الشاشات الرقمية أن يعطل دورة النوم والاستيقاظ الطبيعية لجسمك، ما يجعل من الصعب النوم أو الاستغراق فيه.

ثالثاً: تعزيز الإنتاجية والتركيز، عندما لا تشتت انتباهك باستمرار، بسبب إغراءات التحقق من هاتفك، يمكنك التركيز بشكل أكثر فعالية على المهام التي تقوم بها، ما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وإحساس أكبر بالإنجاز. رابعاً: تواصل شخصي فعال، فمن خلال ترك أجهزتك والانخراط في التواصل وجهاً لوجه، يمكنك تعميق علاقاتك مع العائلة والأصدقاء، وتعزيز شعور أكبر بالارتباط والانتماء. خامساً: زيادة اليقظة والحضور، يمكن أن يساعدك الديتوكس الرقمي على أن تصبح أكثر حضوراً ووعياً، ما يسمح لك بالتفاعل بشكل كامل مع محيطك والأشخاص من حولك. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تقدير أكبر للمتع البسيطة في الحياة.

وحتى يحدث هذا الديتوكس بفعالية ينبغي تحديد أوقات أو أيام معينة ننفصل فيها عن الأجهزة، مثل أوقات الطعام، أو قبل النوم، أو في عطلات نهاية الأسبوع.

Garad@alaagarad.com

@Alaa_Garad

تويتر