ناقوس الخطر

فرح سالم

لم يعجبني الشكل الذي ظهر به منتخبنا الوطني في المباراة الأولى أمام اليمن بتصفيات كأس العالم 2026، على الرغم من أننا كسبنا اللقاء، إلا أن المردود الفني غير مرضٍ إطلاقاً، ويجعلنا بعيدين تماماً عن مسألة بلوغ المونديال المقبل.

أكتب المقالة قبل مباراتنا الثانية مع اليمن، وبغض النظر عن النتيجة، فإن الظهور بهذا الشكل الفاتر يدق ناقوس الخطر، ويقلق جماهيرنا، لأن المقياس الحقيقي هو المنتخبات الثمانية أو العشرة التي سنتنافس معها على المقاعد المؤهلة إلى كأس العالم المقبلة، والوضع خطر جداً.

ما نشاهده الآن، هو ما جنيناه من الاتحادات السابقة والعمل الضعيف للأندية بلا شك، لأننا فجأة وبلا سابق إنذار، وجدنا أنفسنا أمام وجوه جديدة، بعضهم وصل إلى 26 عاماً، لكنه يفتقد إلى عدد المباريات الدولية، وغيره لم يحظَ بالتأسيس المطلوب على مستوى المراحل السنية، لذلك لا يمكن أن نلقي باللوم عليهم، لأن هذا أفضل ما لديهم.

في الوقت ذاته، لا أعتقد أن معظم المشكلات الفنية بسبب المدرب البرتغالي بينتو، لا يمكن أن نلقي باللوم كل مرة على شماعة المدرب، علينا أن نعترف ولمرة واحدة بأننا نفتقد إلى لاعبين من أصحاب الجودة العالية، خاصة أننا في العقد الماضي ركزنا على جيل محدد علقنا جميع آمالنا عليه، وللأسف أدى ذلك إلى إهمال الأجيال الأخرى، والنتائج تظهر الآن.

التأهل إلى الدور المقبل أمر مفروغ منه للفارق الشاسع بيننا وبين المنتخبات الموجودة معنا في المجموعة، لكن المرحلة المقبلة ستكون صعبة للغاية، لاسيما إذا اصطدمنا بهذا الشكل مع المنتخبات ذات الوزن الثقيل، فسندخل حتماً في دوامة من النتائج السيئة.

نأمل أن يحصل المنتخب الحالي على مزيد من التجارب والاحتكاك سعياً للوصول به إلى أعلى مستوى ممكن، بينما المنطق يجعلنا ننتظر التعزيزات المقبلة كحلول آنية، مع العمل على المستقبل من أجل تجهيز منتخب رديف وأجيال أخرى، حتى لا ندخل في دوامة ونفق مظلم مثل الذي نوجد فيه حالياً.

الحلول السريعة مطلوبة حالياً، لكن لابد من الاعتراف بأن مسابقاتنا المحلية تراجعت على الجانب الفني، وانعكس ذلك على منتخباتنا.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر