كيف تتعامل مع زميلك الثرثار

الدكتور علاء جراد

نواجه جميعنا الكثير من الأنماط السلوكية في العمل، منها سلوك حميد، ومنها مزعج، مثل عدم احترام الوقت، أو عدم احترام الخصوصية، أو التسويف وعدم إكمال المهام في الوقت المحدد، ولكن أكثر آفة مزعجة – بالنسبة لي على الأقل – هي كثرة الكلام. فبعض الأشخاص لديهم قدرة ماراثونية على الاستمرار في الكلام لساعات دون انقطاع، ودون إعطاء الآخرين فرصة للحديث، وبمجرد أن تقول لهم صباح الخير، ينفتح حديث لا نهاية له! فكيف يمكن التعامل مع الزملاء كثيري الكلام بطريقة مهذبة ودون جرح مشاعرهم؟

يبدو أن موضوع كثرة الكلام أو «الرغي» هو آفة منتشرة في كل الثقافات، حيث تعاملت في بيئات ودول مختلفة، ودائماً ما يوجد شخص لديه هذه المشكلة، وبالطبع هو أو هي لا يدرك أن هناك أي مشكلة، وعادة فإن الشخص الثرثار ليس لديه جهاز استقبال، فهو يرسل فقط، حتى عندما يسألك سؤالاً، لا ينتظر سماع الإجابة، فبمجرد أن تبدأ في الإجابة يباغتك بسؤال آخر، وحينما تسأله عن شيء، يتكلم في شتى الموضوعات ما عدا أن يجيبك إجابة مباشرة عن السؤال. لحسن الحظ، هناك طرق للتعامل مع هؤلاء، أهمها، في رأيي، هو تجنب الكلام معهم من الأساس، وإن كان لابد، فيمكن أن يكون بطريقة محددة، وهي أن يتم تحديد اجتماع وأجندة لهذا الاجتماع، مع تحديد وقت للكلام لكل طرف. الاستراتيجية الثانية هي تعريف الشخص مسبقاً كم من الوقت متاح لديك، كأن تقول له أنا معي 10 دقائق فقط، لأن لدي اجتماعاً بعد ذلك، أو إذا كان الحديث على الهاتف تخبره بأن لديك سؤالاً وتحتاج إلى إجابة محددة، فإذا استرسل تخبره أن لديك شيئاً طارئاً، ويمكن مناقشة أي أمور أخرى لاحقاً، كما يمكن تجنب الكلام برمته والتواصل عن طريق البريد الإلكتروني فحسب. أما إذا لزم الأمر وكان لابد من الحديث، فلا مانع من تعلم فن المقاطعة بطريقة لبقة، كأن نقول له «معذرة للمقاطعة، ولكن ماذا عن.. كذا»، أو «لنحاول إنهاء هذه المسألة أولاً، ثم نتطرق لبقية الموضوعات في اجتماع لاحق».

وللكاتبة الأميركية الشهيرة «ميلودي ويلدنغ» مقال شهير حول هذا الموضوع نشر في مجلة فوربس، أكدت فيه أهمية تحديد الوقت المتاح للحديث مسبقاً، كذلك التركيز على الوقت المتاح في أي اجتماع، وإذا كان الاجتماع عن بُعد، ولابد من المقاطعة، فلتفعل ذلك. وفي النهاية قد لا يكون هناك مفر سوى أن تعطي تغذية راجعة مباشرة للشخص، وتخبره عن سلوكه غير المقبول.. يسعدني معرفة آرائكم حول هذا الموضوع.

Garad@alaagarad.com

Alaa_Garad@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر