استدامة المياه

محمد سالم آل علي

لقد شرعت دولة الإمارات، في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في رحلتها الرائدة لمواجهة واحد من أهم وأكبر التحديات الوجودية في هذا الزمان، ألا وهو ندرة المياه؛ فهذه المعضلة التي أضحت تؤرق الجميع اليوم، هي أزمة عالمية تتطلب حلولاً مبتكرة وفعالة، وعلى وجه السرعة، وبما أن الإمارات كانت وستبقى مهد الإبداع والابتكار، فقد جاءت التوجيهات الرشيدة لتتوّج هذه الجهود عبر «مبادرة محمد بن زايد للماء»، وما يرتبط عليها من برامج ومسابقات عالمية، تهدف إلى تعزيز التعاون الدولي لمواجهة ندرة المياه، ولإحداث ثورة شاملة في تكنولوجيا تحلية المياه، ما يكفل استدامة الموارد المائية، ويضع معياراً عالمياً لإدارتها في كل بقعة من هذا الكوكب.

وبما أن الأفراد يلعبون الدور الأهم في تحقيق رؤية الحكومة ومبادراتها، فإن الحديث هنا سيتركّز حول مشاركة أهل الإمارات، مواطنين ومقيمين، ودورهم الحاسم في ترجمة الرؤى وتحقيق المستهدفات، أي إسهامهم في تحقيق الهدف الأوسع المتمثل في الحفاظ على المياه. ولعل البداية تأتي من كل منزل وبيت، فعبر تبنّي تقنيات توفير المياه في المنازل، جنباً إلى جنب مع المشاركة في برامج التوعية المجتمعية، يمكن لسكان الإمارات أن يُسهموا في نشر رسالة المبادرة، وتعزيز ثقافة الاستدامة. وعلاوة على ذلك، هناك مسألة تنوع المجتمع الإماراتي، وما توفره من تعدد في الخبرات وغنى بالابتكارات، الأمر الذي سيوفر مورداً غنياً لا ينضب لتطوير حلول مستدامة لندرة المياه ومشكلاتها. ولاشك في أن هناك دور المؤسسات التعليمية أيضاً، التي يقع على عاتقها مسألة تنشئة أجيال المستقبل، ممن يدركون التحديات البيئية، ويمتلكون المعرفة اللازمة لمواجهتها؛ حيث إنه من خلال دمج الاستدامة المائية في المناهج الدراسية، يمكن للمدارس والجامعات إعداد الطلاب للإسهام بشكل هادف في تحقيق أهداف المبادرة، وأيضاً تزويدهم بالرؤية الأوسع للمستقبل المستدام.

نأتي إلى الدور الكبير الذي يضطلع به قادة الأعمال، وهو الدفع بعجلة الاقتصاد عبر تعزيز التقدم التكنولوجي، وتنفيذ أفضل الممارسات، حيث إن استثمارهم في الطاقة المتجددة، وسبل ترشيد المياه، لا يترجم رؤية صاحب السمو إلى نتائج ملموسة فحسب، بل يُشكل أيضاً سابقة تُحسب لهم، خصوصاً عندما يثبتون للعالم أجمع أن النجاح الاستثماري يمكنه أن يتناغم مع الأهداف الأوسع للاستدامة.

إن مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لمواجهة ندرة المياه ليست مجرد شهادة على ريادة دولة الإمارات في جهود الاستدامة العالمية؛ بل إنها دعوة واضحة لجميع قاطني هذا الكوكب للمشاركة بفاعلية في صياغة مستقبل خالٍ من التهديدات المائية.

مؤسس سهيل للحلول الذكية

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر