ممارسات عملية للروحانية في العمل

الدكتور علاء جراد

استعرض مقال الأسبوع الماضي، مفهوم الروحانية في مجال الأعمال، ويستعرض مقال اليوم بعض الأمثلة العملية لكيفية تطبيق الروحانية، واحترام المعتقدات الدينية، وتأثيراتها الإيجابية في الشركات والمؤسسات، وقد استقيت بعض تلك الأمثلة من الصديق والزميل د. عبدالسلام الحبيب وهو متخصص وباحث في هذا المجال.

تعتمد بعض الشركات وجود أماكن للعبادة، وتحرص على مراعاة أوقات الصلاة والمناسبات الدينية المختلفة لموظفيها، وقد كنت في مؤتمر العام الماضي بإحدى الجامعات في برشلونة بإسبانيا، ورأيت الاهتمام الشديد بمكان العبادة ولمختلف الأديان مع وجود رجال دين مؤهلين بجدول مواعيد في حال احتاج إليهم العاملون أو الطلاب. كما رأيت الممارسة ذاتها في شركات كثيرة في العالم العربي، وبريطانيا وماليزيا.

بعض الشركات تدمج المبادئ الأخلاقية والدينية في المهام والرؤى المؤسسية، لتأكيد الالتزام بالنزاهة والاستقامة والوفاء والمثابرة، وربط تلك القيم بالجانب الروحي والديني.

وعودة مرة أخرى لشركة غوغل وهي رائدة في هذا المجال، حيث تقدم لموظفيها برامج متنوعة، تهدف إلى التركيز الذهني والذكاء العاطفي، مثل برنامج «ابحث بداخلك»، حيث تجمع هذه المبادرة، التي طورها أحد مهندسي غوغل، بين ممارسات التأمل وتمارين الذكاء العاطفي، بهدف مساعدة الموظفين على إدارة التوتر، وتحسين التركيز، وتعزيز الإبداع. مثال آخر من شركة «سيلز فورس»، حيث قامت بدمج مساحات لليقظة الذهنية في مكاتبها، بما في ذلك غرف التأمل، إذ يمكن للموظفين أخذ فترات راحة للتأمل أو الصلاة. يعد تركيز الشركة على الوعي والرفاهية جزءاً من التزامها الأوسع بالصحة النفسية والروحية للموظفين. وفي السياق ذاته، نجد شركة «هيرمان ميلر» للأثاث، تتبع نهجاً يركز على الإنسان في التصميم، إذ تركز «هيرمان ميلر» على خلق بيئة شاملة تدعم الرفاهية الجسدية والعقلية والروحية للموظفين، بما في ذلك توفير مساحات للتفكير الهادئ، ودعم مشاريع خدمة المجتمع. ولاشك أن هناك فرصاً كبيرة للاهتمام بالروحانية في بيئة العمل، والمردود شبه مؤكد.

Garad@alaagarad.com

Alaa_Garad@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر