سفراءُ السعادة ورجالُ الشهادة

د. أحمد بن عبدالعزيز الحداد

ستظل دولة الإمارات العربية المتحدة داعيةً لسعادة الإنسان، وفاعلةً لها في كل البلدان، من أجل رُقِيِّ الناس وإسعادهم، وجبر خواطرهم، ومساندة لهم في الضراء، ومشاركة لهم في السراء، وإن قدَّمت من أجل ذلك فلذات أكبادها شهداء؛ لأنها ترى أن ذلك واجب عليها نحو أمتها العربية والإسلامية، وحق من حقوق الأخوة الإنسانية، وستظل مشكورةً مذكورةً بالفخر والاعتزاز من شعبها ومن كل شرفاء بني الإنسان الذين يقدرون مواقفها النبيلة نحو بني الإنسان، هذا هو نهجها القويم وسراطها المستقيم الذي أرساه مؤسسها المرحوم شيخ الإنسانية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، ويسير فيه خلفاؤه من بعده من أبنائه البررة وإخوانهم الحكام المصلحين.

إن تقديم الشهداء في ميادين الإنسانية هو الذي تتسامى له النفوس الكبيرة، والرجال الشُّهماء الأقوياء، لأن ذلك يخلد الذكر في الدنيا على ما يدخره الله تعالى لهم في الأخرى، فإذا كان ذلك وهم في محاريب العبادة وساعات التبتل للمولى، جل وعز، فإن ذلك هو الفضل المبين، الذي ادَّخره الله تعالى لهؤلاء الرجال الأبرار.

ومع ما في النفس من الأسى على فراقهم وهم في ريعان الشباب، إلا أن سلوى المحبين هي ما أعده الله تعالى للشهداء من منازل المقربين مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقاً، ويبقى الفضل والفخر والسُّؤدد للقيادة الرشيدة التي ترعى السعادة للإنسان، وتضحي من أجلها بفلذات الأكباد على ما يعز عليها ذلك، ولكن كما يقول أبو الطيب:

وإذا كانت النفوس كباراً * تعبت في مرادها الأجسام أو قوله:

وإذا لم يكن من الموت بدٌّ * فمن العجز أن تكون جبانا

إن الشعب الصومالي المسلم الذي ابتلي بشرذمة البغي والفساد منذ عقود، ويقدم كل يوم من أبنائه ضحايا في المساجد والفنادق والأسواق وغيرها، ولولا الوقفات المشرفة التي يقدمها الشرفاء كدولة الإمارات العربية المتحدة لاجتثاث هذه الفئات المجرمة، لكان القرن الإفريقي كله قد استَفحل فيه هذا الشر، وتمدد فيه هذا الإجرام، ولربما انتقل إلى غيره في سائر البلدان، فكان لزاماً على كل إنسان أن يقف في وجه هذا الطغيان، فقد قال، صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة».

كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر