الحلول واضحة.. ولكن!

فرح سالم

للأسف نعاني الآن أخطاء السنوات الماضية، وبات اتحاد كرة القدم الحالي أمام مسؤولية كبيرة لمعالجة أعوام من الإهمال بالنسبة لمنتخباتنا الوطنية، بعدما نال جيل أولمبياد لندن كامل الاهتمام، باعتباره الشجرة المثمرة التي خطفت الأنظار في حين تم إهمال الأجيال الأخرى، والدليل ما نراه الآن من تخبط في النتائج.

النجاح ليس محض صدفة، والدليل أن ما حققه جيل الأولمبياد كان بعد تخطيط وسنوات من الصبر، ونتج عنه جيل كان يملك كل المقومات التي تجعله يحقق طموحاتنا، لولا بعض القرارات التي أثرت سلباً، والمؤسف أن جل التركيز كان عليه، وضربت الاتحادات السابقة بالأجيال الأخرى عرض الحائط، متناسيةً أهمية التخطيط للمستقبل.

دائماً ما أقول إن مشكلة كرة القدم لدينا إدارية أولاً، لأن هناك من يركز على التشبث بالكراسي عبر تحقيق إنجازات سريعة تحسب له في فترته، مع تناسي وتجاهل المستقبل، وهو أمر مؤسف حقاً، لذلك لابد أن تشهد المرحلة المقبلة استراتيجية جديدة، بحيث لا يؤثر تغيير المجالس في عمل اتحاد الكرة، وتكون هناك خطة واضحة ولسنوات وأساس متين تقف عليه اللعبة.

المعضلة الأخرى التي يجب أن نجد لها حلاً هي ضعف عمل الأندية في الأكاديميات، ومع ظهور ما يسمى باللاعب المقيم سيزيد ذلك من خمول الأندية التي باتت تتعذر بندرة المواهب، رغم أن التأسيس واكتشاف اللاعبين وتطويرهم من صميم عملها، لكنهم اعتادوا ذرّ الرماد في العيون من أجل التغاضي عن الأخطاء، وتحميل الآخرين مسؤولية فشلهم.

أمام الاتحاد الحالي مسؤولية كبيرة جداً، عليه أن يبحث عن حلول سريعة من أجل التحديات المقبلة، وفي الوقت ذاته عليه العمل مع لاعبين في منتخبات المراحل السنية الذين يقفون على أساس هش، وهي الأكاديميات الموجودة لدينا، وفي الوقت ذاته هم بحاجة إلى تصحيح أخطاء السنوات الماضية.

لن تخطو منتخباتنا خطوة نحو الأمام إذا لم نمنحها الأولوية في العمل، لكن الصعوبة تكمن في أن الأندية تركز على مستقبلها فقط، وتهتم بشؤونها، والدلائل كثيرة للغاية لا تعد ولا تحصى.

ورغم ذلك نأمل أن ترفع هذه الأندية من مستوى اللاعبين وعقليتهم، وأن تنشئهم على أهمية التنافس الخارجي والوصول إلى كأس العالم، بدلاً من التركيز على مسابقاتنا المحلية، وفي حال لم يتمكن الاتحاد من لمس هذا الجانب فعليه الاتجاه نحو المعسكرات الخارجية والطويلة لمنتخبات المراحل السنية كما كان مع جيل الأولمبياد، مع محاولة إنشاء أكاديمية تحت إدارة عالية المستوى للنهوض باللعبة.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر