يومُ الأخوَّةِ الإنسانية

تعود الذكرى الرابعة ليوم الأخوة الإنسانية الذي أعلنته الأمم المتحدة، ليكون الرابع من نوفمبر من كل عام تفعيلاً لوثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها عام 2019 شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين الدكتور أحمد الطيب، وبابا الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، برعاية خاصة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتكون هذه الوثيقة دستوراً تعايشياً بين الأمم، وذلك انطلاقاً من سماحة الإسلام وعالميته، ودعوته للتعارف وصيانة الجنس الإنساني من التناحر والتفاني، وتخليداً لنهج الدولة الذي أرسى قواعده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على مبدأ التسامح والإخاء بين بني الإنسان.

هذه الوثيقة التي تعني بكل معانيها «التعاون والتكامل ونبذ الاحتراب وتحقيق الأمن والرخاء لبني الإنسان، وعدم إتاحة الفرصة لذوي النزعات التطرفية لتعكير صفو الإنسانية»، وقد كانت محل ترحيب من جميع الناس على اختلاف دياناتهم، إلا من شذّ من المتطرفين الذين لايزالون يؤججون مشاعر العداء والكراهية من منطلق أيديولوجي فاسد، كما يجري من أولئك المأزومين الذين يستفزون مشاعر المسلمين بالتعدي على الذكر الحكيم أو على نبي الإنسانية المبعوث رحمة للعالمين، صلوات الله وسلامه عليه وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلين، فإن هؤلاء يخترقون المبادئ الإنسانية التي احتوتها وثيقة الأخوة العالمية، ومع هذا الاختراق البذيء، فإن الوثيقة لاتزال تعبر عن ضمير الإنسان السوي الذي يحب الخير لنفسه ولغيره، ولازالت الدولة، حماها الله تعالى، بل ولن تزال ترى أن هذه الوثيقة تعد حجر الزاوية للانطلاق بالتعايش السلمي إلى آفاق أبعد، ويقاسمها في هذه النظرة الصائبة كل ذي ضمير يقظ، يعرف للحياة معنى، من الدول والأفراد، لاسيما الرموز الدينية الذين يجتمعون تحت مظلة التسامح والتعايش في أنشطة مجلس حكماء المسلمين، ومنتدى أبوظبي للسلم.

وستظل القيادة الرشيدة، حفظها الله، داعية إلى هذا المنهج السديد الذي دعا إليه الإسلام، وتأسست عليه الدولة الرائدة في العمل والإخاء الإنساني.

والواجب أن يكون لهذه الذكرى تفعيل محقق في نشر التسامح والتعاون من جميع من باركها، لا أن يكون من جانب المسلمين فقط، فإنهم وإن فعلوا ذلك ديانةً واحتراماً للمواثيق، إلا أنهم يودون الإنصاف من الآخرين حتى يكون الجميع على كلمة سواء.

كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

الأكثر مشاركة