مسلسل الإخفاقات

يوسف الأحمد

لا يمكن اختزال حالة الضعف والتراجع التي يمر بها منتخبنا الوطني من مخرجات مشاركته في بطولة كأس آسيا في الدوحة فحسب، وإنما هي امتداد لمسلسل من الإخفاقات المتلاحقة، والحضور المتواضع إقليمياً وقارياً في السنوات السبع الأخيرة، التي لم تشهد استقراراً فنياً أيضاً، وعانى معها تغييراً مستمراً على الصعيد الفني، حيث تعدد مرور الأسماء والأشكال دون أن يكون هناك أثر أو عمل فعلي يُبنى ويُستند إليه من أجل الإمساك بزمام الأمور، وقيادة الأبيض للاتجاه الصحيح الذي فقد بوصلته خلال هذه السنوات، لكن كل من حضر وغادر من تلك الأسماء اضطر إلى العمل من دون أساسٍ قوي ينطلق منه، رغم أن بعضهم حمل فكراً ونهجاً مكفولاً بسجلٍ حافلٍ من النجاحات والإنجازات التي كان بالإمكان الاستفادة من تجاربها وعكسها على واقعنا الكروي، لكن المعطيات أجبرتهم على العمل وفق ظروفٍ وممكنات محدودة لم تخدمهم لتقديم الإضافة والنقلة المنشودة. الأبيض يعيش في دوامة تسببت فيها أيادٍ مشتركة أوصلته إلى هذا الوضع المتردي، لتخرجه في هذه الصورة الضعيفة، وتحدّ من مشاركاته التي دائماً ما تطلع إليها الجمهور من منظور الأمل نحو المنافسة لمقارعة الكبار وفرض الذات والوجود بينهم، إلا أن ذلك لم يأتِ بالمكتسبات المتوقعة، وخرج كالعادة بنتائج محبطة ومخيبة لتلك الآمال. ولا يخفى على الجميع أن نبرة الغضب والاستياء قد وصلت إلى ذروتها بعد السقوط أمام طاجيكستان، وقد يكون البرتغالي بينتو مدرب المنتخب قد ناله نصيب الأسد من الانتقاد واللوم، نتيجة الأخطاء التي ارتكبها، والقراءات السلبية التي لم يُثمر مفعولها في المستطيل، فقد كان واضحاً للعيان الارتباك الفني وعدم الاستقرار من لقاءٍ لآخر، ما فاقم حالة السوء والضبابية للمشهد العام، بعدما بقي مرهوناً للطف الأقدار وابتسامة الحظ، رغم اجتهاد اللاعبين، وسعيهم لكسر ذلك الجمود، وإسعاد جماهيرهم الحاضرة. ومن دون شك، لا يمكن رمي وزر المسؤولية على كاهل المدرب وحده، فهو بمثابة السابقين الذين حضروا وغادروا.

إذا أردنا إصلاح الحال، فعلينا مواجهة هذا الوقع المؤلم بشفافية ومسؤولية، حتى نضع اليد على الخلل لنجد الحل، ونوقف ركل كرة الاتهام من ملعب إلى آخر!

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر