الدوران في حلقة مفرغة

فرح سالم

مجدداً نعود للحديث عن أسباب الفشل المتواصل لمنتخباتنا وأنديتنا في المشاركات الخارجية، ونكرر الجوانب التي أدت إلى ذلك، ونطالب بتغيير الوضع، ومازلنا نمارس الدوران في حلقة مفرغة.

ورغم كل المدربين الذين أشرفوا على قيادة منتخبنا الأول، مازلنا نُصرّ أيضاً على أن المشكلة في الجهاز الفني، والآن بات النقد كله تجاه البرتغالي بينتو. صحيح أن هناك أخطاء وجوانب سلبية لم نفهمها، ولكن في الوقت ذاته المدرب لا يملك الأدوات التي تمكنه من تجاوز مرحلة المجموعات، ناهيك بالوصول إلى دور الـ16.

مع كامل التقدير والاحترام، لأول مرة أشعر بأننا لا نملك لاعبي منتخب. صحيح كانت هناك رغبة وروح لدى البعض، لكن القدرات والإمكانات محدودة للغاية، لا من الناحية الفنية ولا حتى الجانب التكتيكي أو البدني، ولأول مرة أشاهد قلوب دفاع للأبيض بهذا الشكل.

الحقيقة واضحة، وحتى لا نظلم اللاعبين، الطريقة التي ندير بها كرة القدم للترفيه لا أكثر، أن تتدرب مرة في اليوم، وأن يتعامل الإداريون مع اللعبة على أنها دوام ثانٍ وفي أوقات الفراغ، بلا أي تأسيس للمستقبل في الأندية، سيقودك بالطبع إلى أن تخسر أمام دول جديدة في القارة الآسيوية مثل طاجيكستان، وإذا كنا نظن أننا بهذا العمل الضعيف سننافس كوريا الجنوبية وإيران واليابان فهذه مصيبة أخرى.

حتى وإن تعاقدنا مع بيب غوارديولا لقيادة المنتخب الأول، فلن نحقق أي شيء، لأن الأساس الذي تقف عليه منتخباتنا هش وضعيف، وهي أكاديميات الأندية التي مازالت تعمل بطريقة أكل عليها الدهر وشرب، ولن نأخذ خطوة إلى الأمام طالما أن منتخباتنا تؤسس من نتاج هذا العمل المتواضع.

المسألة ليست في أننا لا نملك المواهب، الفكرة في طريقة بناء اللاعبين وسقف الطموحات الذي لا يتجاوز ملاعبنا المحلية، مع نسق بطيء للمباريات، وأسلوب لعب ممل وقاتل يجعلنا نتمنى لو أننا لم نسمع بما يسمى «الاحتراف».

ومع هذا الخروج المؤسف، لا ننسى أن نلوم المجالس السابقة لاتحاد كرة القدم التي ركزت على جيل أولمبياد لندن وضربت بالمستقبل عرض الحائط، والآن نحن نعاني من ذلك، والخروج من هذا الوضع لن يكون سهلاً أو بمنتهى البساطة كما نظن، لأن المنافسين ابتعدوا حتى وإن كانت إمكاناتهم أقل منا، إلا أنهم يقفون على أساس متين وباتوا يملكون محترفين في الخارج، ومازلنا نظن ونوهم أنفسنا بأن مسابقاتنا الأفضل في آسيا.. ربما من الناحية التنظيمية، لأنه فنياً مشاهدة العديد من مبارياتنا مثل «العقاب».

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر