حالة المنتخب

يوسف الأحمد

رغم تأهل منتخبنا للدور الثاني من بطولة كأس آسيا، فإن حالة الاستياء وغضب الشارع الرياضي كان لها ما يبررها ويفرض أسبابها بعد حضور متواضع وأداء باهت منذ الانطلاقة، كاد يُفقدنا فرصة التأهل ويجعلنا من المغادرين مبكراً، لولا إحسان «الفار» أمام إيران ولطافة القدر أيضاً بهدف قلب الموازين في الرمق الأخير.

لقد خرج المشهد العام لأبيضنا دون الطموح المأمول، بعدما توقعنا تواجداً قوياً يُنهي فيه الشق الأول من مهمته الآسيوية بسهولة واقتدار، قياساً على ما عكسه في فترة التحضير التي حظيت برضا وتفاؤل الجميع، لكن ما حدث بعدها من تغيير واختلاف مستمر على صعيد التشكيل أثناء البطولة مع إبقاء عناصر مُهمة على الدكة دون مبرر رغم الحاجة لها، خصوصاً في لقاء إيران الأخير، قد رفع وتيرة الانتقاد والاستفهام من الإدارة الفنية بقيادة البرتغالي بينتو، الذي لربما لم يحالفه التوفيق في خياراته وقناعاته في المواجهات الثلاث التي ظهر فيها بوجه وصورة متغيرة.

صحيح أن لكل مدرب فكرة وأسلوباً يؤمن به ويسعى لتطبيقه من أجل الخروج بمكاسب معينة تضمن له تحقيق غايته، لكن حالة المنتخب في تلك المقابلات أعطت صورة ضبابية لشكله وهويته وولدت شعوراً مُقلقاً، أوحى للجماهير حينها بعدم الاطمئنان إلى إمكانية الوصول للدور المقبل، بل زعزع الثقة في قدرة الأبيض على اجتياز تلك المرحلة رغم عدم صعوبتها، بعدما وضع بينتو منتخبنا في خانة حرجة، كان بالإمكان تجنبها ومنع ذلك الغضب والقلق الذي تسبب به، نتيجة المجازفة وعدم الاستقرار على عناصر التشكيل من جولة لأخرى. عموماً ما حدث قد مضى وطُويت تفاصيله في صفحة الدور الأول، بيد أنه من الضرورة وضع الأمور في نصابها وتصويب قراءات المدرب بالجلوس معه وإقناعه بما يراه العالم من حوله، فنحن أمام فرصة مازالت سانحة لتصحيح ما حدث، بإعادة ترتيب الأوراق والأدوات التي قد تعمل الفارق وتُنعش آمالنا أمام طاجيكستان، فهي مُهمة مرتقبة وستكون شاقة كذلك بسبب تميز أفراده بالبنية الجسدية القوية والمهارات العالية، وهو ما سيُشكل تحدياً للاعبينا لإيقاف الخطورة والاندفاع الشرس ثم التفوق عليهم، لذا فإن استعادة هوية وشكل المنتخب إبان فترة الإعداد باتت ضرورية، الأمر الذي قد يرفع الحرج ويُعيد شيئاً من الصواب والاتزان لأبيضنا، مهما كانت النتيجة.

witter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر