التوطين الصوري

محمد سالم آل علي

لقد شرعت دولة الإمارات في رحلتها التحوّلية نحو التنمية الشاملة، انطلاقاً من رؤى القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أصحاب السمو حكام الإمارات، وتحقيقاً لذلك أولت الدولة الشباب الإماراتي كل الرعاية والاهتمام، وزودتهم بالعديد من المبادرات والاستراتيجيات، مثل مبادرة التوطين التي ستبقى شاهدة على البصيرة والرؤية الثاقبة لقيادة الإمارات. وتجسدت مبادرة التوطين من خلال برنامج «نافس»، الذي يعكس استراتيجية الدولة في دمج القوى العاملة المواطنة في القطاع الخاص، ولعل نجاحات البرنامج وإنجازاته خلال عامين تأتي استجابة لتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، التي أسهمت إلى حد كبير في ارتفاع أعداد المواطنين في القطاع الخاص إلى 92 ألفاً مع نهاية 2023. وعلى الرغم من هذه النجاحات المستمرة، ظهرت بعض التحديات، مثل مسألة التوطين الصوري التي بتنا نسمع عنها هذه الأيام، حيث يستغل بعض شركات القطاع الخاص برنامج «نافس» لتحقيق مكاسب مالية، كالاستفادة من الحوافز وبرامج الدعم، دون خلق فرص العمل أو تعزيز البيئات التدريبية، يضاف إلى ذلك عدم امتثال بعض الشركات لحصص التوطين، ولجوء أخرى إلى أساليب متطورة لتجاوز اللوائح، ما يُحرم المواطنين الذين يعملون بالاسم فقط من فرص العمل الحقيقية، الأمر الذي سيؤثر على آفاق حياتهم المهنية وتطورهم الشخصي، وفوق ذلك كله يؤدي التوطين الصوري إلى تضخيم إحصاءات التوظيف، وما يرتبط بذلك من دراسات مبنية على تلك الأرقام، ما يخلق تمثيلاً مضللاً لمشاركة المواطنين الفعلية، ويقود حتماً إلى تقييمات غير دقيقة لسوق العمل.

وعلى الرغم من مساءلة تلك الشركات ومحاسبتها، مازالت تلك الممارسات تسهم إلى حد ما في عرقلة الأهداف الأوسع لسوق العمل المواطن.

ولاشك أن سياسة التوطين التي يجسدها برنامج «نافس» هي حجر الزاوية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وعلى الرغم من وجود بعض التحديات، مثل التوطين الصوري، إلا أن النجاح المستمر لهذه المبادرة يثبت يوماً بعد يوم أن شباب الدولة مستمرون بالتمكين واكتساب المهارة، وهم اليوم جاهزون للانطلاق بعيداً في آفاق الإبداع والابتكار.

مؤسس سهيل للحلول الذكية

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر