منتخبات آسيا

يوسف الأحمد

المواجهات الماضية من كأس آسيا أظهرت حقيقة مستوى المنتخبات، والمدى الذي قد تصل إليه في مشوارها التنافسي، بل تكاد تكون قد رسمت ملامح الوجوه التي ستلعب في محيط ما بعد أدوارها الأولى، الذي فرض فيه البعض وجوده، عطفاً على المؤهلات التي يمتلكها من اسم وتاريخ قد تطير به بعيداً في هذا الصراع الكروي المثير.

ورغم الزخم الكبير والتميز التنظيمي في هذه النسخة، فإن محصلة الأداء الفني لم ترق إلى الآن للمستوى المأمول، الذي توقع له الخبراء اختلافاً نوعياً وتطوّراً على صعيد التكتيك وتنوّع الأساليب، باستخدام القدرات المتاحة لسلب وتحجيم قوة الخصوم، من خلال الندية وعدم الاستسلام سريعاً.

بعض المنتخبات ظهرت في ثوبها القديم ومازالت بعيدة في حضورها الفني، رغم أنها استخدمت حلولاً لتعزيز موقفها. وعلى الرغم من أن العديد من هذه المنتخبات تمتلك المقومات والإمكانات المالية والبشرية التي تكفل لها الانتقال والتطوّر فنياً بحيث تكون نداً ومنافساً للآخرين، فإن ذلك لم يغيّر من وضعها وألزمها البقاء في في وضعها المتراجع، رغم مرور سنين طويلة على سجل مشاركتها في البطولة.

ولعلنا نتفق بأنه من الطبيعي أن تكون هناك قوى عظمى وأخرى صغيرة في صراع المنافسة، لكن ذلك لا يعني أن يبقى البعض ممن تتوافر لديهم القدرات والممكنات جامداً في محله دون حراك أو تغيير يقفز به بعيداً عن هذه الدائرة. لذلك، هناك من يعمل ويصارع ذاته للبقاء في خانة الأقوياء والكبار، وهناك من لا يسعى لتغيير وضعه رغم امتلاكه لكل الإمكانات الممكنة.

Twitter: @Yousif_alahmed

تويتر