الأبيض بلا ضغوط

فرح سالم

بدأ منتخبنا الوطني مشواره في كأس آسيا بنتيجة جيدة، بعدما تفوق على هونغ كونغ بثلاثية مقابل هدف، ليضع أول ثلاث نقاط في رصيده، كانت متوقعة للفارق الكبير في المستويات بين المنتخبين تاريخياً.

ربما المستوى لم يكن وفقاً للطموحات، ولكن المهم أن تجمع النقاط الثلاث في اللقاء الأول، من أجل كسب الثقة، إضافة إلى أننا نخوض البطولة القارية بأسماء جديدة، وبتغييرات تجاوزت نسبة الـ70% من النسخة الأخيرة التي تواجدنا فيها في نصف النهائي.

المنطق يقول إننا خارج دائرة الترشيحات، للفارق الكبير في المستويات بين اليابان وكوريا الجنوبية وبقية المشاركين، إذ من الصعب جداً أن تخرج البطولة من المنتخبين إلا حال حدوث مفاجأة أو معجزة كروية.

الجانب الإيجابي في مواجهتنا الأولى، أننا لمسنا رغبة وروحاً كانت مفقودة سابقاً، لاحظنا أن الأسماء الجديدة تبذل أفضل ما لديها، وهو الذي طالبنا به دائماً، لأنه لا يوجد للاعب كرة القدم أهم من تمثيل بلاده، نريد دائماً أفضل ما لدى اللاعبين، وتبقى النتيجة في علم الغيب.

وهذا ما لمسناه تحديداً لدى اللاعب زايد الزعابي الذي كان سبباً في هدف التعادل لمنتخب هونغ كونغ، لكنه لم يهتز على الرغم من ضعف خبرته الدولية، ومنح «الأبيض» هدف التقدم الثاني بعد ذلك.

ومن الجيد للأسماء الجديدة أن يتم تقليل الضغوط، ليكتسبوا الخبرة مع المزيد من المباريات، وعليهم بعد ذلك تدريجياً أن يعتادوا على التعامل مع الضغوط والتعايش معها، ونعلم تماماً، في الوقت الحالي، أننا خارج دائرة المرشحين للوصول إلى المربع الذهبي، لذلك نريد أن تنعكس هذه الأريحية بنتائج أفضل طالما أن الضغوط ليست كبيرة.

المباراة المقبلة أمام فلسطين لن تكون أسهل من هونغ كونغ، ومن الأفضل حسم التأهل والفوز مبكراً قبل مواجهة إيران الصعبة التي ستكون الاختبار الحقيقي للأبيض، وستكشف مستوى منتخبنا الحقيقي، وإلى أين وصل عمل المدرب البرتغالي بينتو مع المجموعة الحالية.

الوجود مع الثمانية الكبار في كأس آسيا، سيجعلنا نطمئن قبل تصفيات كأس العالم 2026، لأنه بعد زيادة المقاعد إلى ثمانية ونصف، لا توجد أي أعذار تمنعنا من الحصول على إحدى البطاقات المؤهلة إلى المونديال، وجميع الظروف مهيأة للاعبين والمدرب.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر